

أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس انتهاك إيران لالتزاماتها في مجال منع انتشار الأسلحة النووية، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من 20 عاما. وهذه الخطوة الكبرى ذروة مواجهات متفاقمة بين الوكالة التابعة للأمم المتحدة وإيران، والتي بدأت منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018 خلال ولايته الأولى من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى. وتداعى الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة.
ونظرا لاستياء إيران من أي قرارات تصدر ضدها ولأن هذا أقوى قرار منذ سنوات، فمن المرجح أن ترد بتصعيد نووي مثلما تقول. وربما يعقد ذلك المحادثات الحالية بين إيران والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى فرض قيود جديدة على الأنشطة النووية الإيرانية المتسارعة.
ويأتي القرار أيضا في وقت يشهد توترا متزايدا، مع سحب الولايات المتحدة موظفيها من الشرق الأوسط وتحذير ترامب من وضع خطير محتمل في المنطقة، مع تأكيده عدم سماح واشنطن لإيران بامتلاك أسلحة نووية.
وقال دبلوماسيون شاركوا في الاجتماع المغلق إن مجلس المحافظين أقر القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بأغلبية 19 دولة، مع امتناع 11 عن التصويت ورفض ثلاث هي روسيا والصين وبوركينا فاسو.
وجاء في نص القرار الذي اطلعت عليه رويترز أن إيران تنتهك التزاماتها، وذلك في ضوء تقرير أرسلته الوكالة إلى الدول الأعضاء في 31 مايو أيار.
وأضاف النص “(المجلس) خلص إلى أن إخفاقات إيران العديدة منذ عام 2019 في الوفاء بالتزاماتها بالتعاون الكامل وفي الوقت المناسب مع الوكالة في ما يتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في مواقع متعددة غير معلنة في إيران… يشكل عدم امتثال لالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات مع الوكالة”.
ومن بين القضايا المحورية عدم تقديم إيران تفسيرات موثوقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن آثار لليورانيوم اكتشفت في مواقع غير معلنة في إيران، على الرغم من أن الوكالة أجرت تحقيقات في هذه المسألة لسنوات.
وخلص تقرير الوكالة الصادر في 31 مايو أيار، وهو تقرير “شامل” بالمستجدات بتكليف من مجلس المحافظين، إلى أن ثلاثة من المواقع الأربعة “تشكل جزءا من هيكل برنامج نووي غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وأن بعض المواد النووية غير المعلنة استخدمت في تلك الأنشطة”.
وتتشكك أجهزة المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ وقت طويل في أن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية سري ومنسق أوقفته عام 2003 لكنها تواصل منذ سنوات إجراء بعض التجارب السرية المنفردة.
وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع إن النتائج التي توصل إليها التقرير تتفق بشكل كبير مع ذلك.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وفي حين أشار القرار إلى إحالة إيران إلى مجلس الأمن الدولي، قال دبلوماسيون إن الأمر سيتطلب قرارا ثانيا لإحالتها مثلما حدث في المرة السابقة التي أُعلن فيها عدم امتثالها في سبتمبر أيلول 2005، ثم جرت الإحالة في فبراير شباط 2006.