بين السِّلفي والشعب المسحوق:
شرعية الفنادق وتحالف المصالح!
في مشهد يكاد يكون سريالياً، ظهر رشاد العليمي، رئيس ما يُسمى بالشرعية اليمنية، إلى جانب رئيس وزرائه أحمد بن مبارك، وهما يلتقطان “سِلفي” بوجوه ممتلئة، ليس بفعل المسؤولية أو القلق على وطن ينهار، بل بسبب التخمة ونعيم الفنادق الفاخرة، حيث يقيمان منذ عشر سنوات بعيداً عن معاناة الملايين من أبناء وطنهم. صورة تختصر المشهد السياسي في اليمن:
قيادة منفية، وشعب مسحوق، وتحالف يرعى الفشل والانتهازية!
شرعية المنفى:
فنادق الرياض وبدلات السفر
لا يحتاج اليمنيون إلى هذه الصورة الساذجة ليدركوا أن “قيادتهم” ليست معهم ولا تمثلهم. فمنذ سنوات، يعيش العليمي وحكومته في فنادق الرياض، وهما متنقلين بين الرياض وأبوظبي وواشنطن وعواصم العالم، حيث تُصرف لهم بدلات السفر بالدولار، كذلك المخصصات والإمتيازات، بينما الريال اليمني ينهار، والأسر تفقد قوتها اليومي.
في الداخل، لا رواتب، لا كهرباء، لا مستشفيات، ولا حتى أدنى مقومات الحياة.
اليمنيون يصارعون الجوع والمرض وانهيار الاقتصاد، بينما هذه “الشرعية” تعيش حياة مترفة، لا تذكر فيها اليمن إلا في اجتماعات مغلقة أو بيانات جوفاء لا تعني شيئاً لمن فقدوا كل شيء.
تحالف يرعى الفساد بدلاً من إنقاذ اليمن
ما كان لهذه المهزلة أن تستمر لولا وجود تحالف يُفترض أنه جاء لإنقاذ اليمن، لكنه أصبح شريكاً في معاناته.
فمنذ سنوات، يكتفي التحالف بقيادة السعودية والإمارات بإدارة الأزمة لا حلّها، ودعم مليشيات منفلتة ومتضادة، وقيادات سياسية فاسدة وعاجزة، تتلقى الأوامر بدلاً من أن تقود، وتتاجر بالقضية بدلاً من أن تدافع عنها.
لو كان التحالف جاداً في إعادة الاستقرار، لما دعم حكومة فاشلة تقيم خارج البلاد، بل لكان فرض عليها العودة إلى الداخل والعمل من الميدان، بدلًاً من التسكع في العواصم العالمية.
لكنه تحالف يريد شرعية ضعيفة، مطيعة، عاجزة، ليبرر استمرار تدخله في بلادنا دون حلول حقيقية.
الشعب اليمني:
بين الفقر والتقسيم والخذلان
والنتيجة؟ بلد مقسّم بين ميليشيات وتحالفات متصارعة، وحكومة لا وجود لها إلا في البيانات الإعلامية، وإقتصاد ينهار، وعملة تفقد قيمتها كل يوم، وشعب تُنهشه الأزمات.
فيما يستمتع العليمي ووزراؤه بالسفر والفنادق، هناك في اليمن:
•أطفال يموتون جوعاً في مخيمات النزوح
•مرضى لا يجدون الدواء، بينما الوزراء يعالجون أنفسهم في أرقى مستشفيات العالم
•شباب يائسون من مستقبلهم، يبحثون عن فرصة للهروب من وطن تخلّت عنه قيادته
بين السلفي والواقع:
الصورة الفاضحة
تلك الصورة السِّلفي ليست مجرد لقطة عابرة، بل وثيقة إدانة تُلخّص المشهد السياسي في اليمن:
مسؤولون بلا مسؤولية، شرعية بلا شرعية، وتحالف يواصل إدارة الأزمة بلا رغبة حقيقية في الحل.
والسؤال الأخير:
هل يحتاج اليمنيون إلى حكومة تلتقط الصور؟ أم إلى قيادة تعيش واقعهم وتقاتل من أجلهم؟
التاريخ لن يرحم من خان، ولن يغفر لمن تاجر بمصير وطن وشعب.
وسيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه الجميع، السارق والمتواطئ والمستفيد.