سلام موشوم بحديد مُحَمَّى
الساعة 12:34 صباحاً
لايمكن للسلام ان يرتب اوراقه ويبني ادواته ويتجه نحو تحقيق اهدافه ولن يغادر مشروع الحرب المشهد اليمني مالم تنكفيء ادوات المشروع السياسي الديني بشقيه الشيعي والسني امام مايُطرح بأنه متطلب انجاز مهام حالة وطنية ناضجة بقيم التعايش والسلم الاجتماعي .. لاسيما هذه القوى بالذات لايهمها حجم الضرر الذي يتعرض له الوطن جراء تفريغها له من التراكيب الاجتماعية والسياسية والثقافية من محتواها الوطني وشحنها طائفيا واتخاذها ادوات شحن خبيثة لتحويل الخلافات التي يمكن حلها على قاعدة الاتفاق السياسي الى صراع الاحقية الالهية بالحكم . لقد ادى التجييش الديني لهذه القوى الى تكوين جيوب واسعة قابلة للإستخدام العسكري وباتت تمثل خطرا شديدا بعد ان اصبحت لعبة اقليمية ودولية تنقض بالضرورة على الحياة وعمليتها السياسية في البلاد لتتغير المعادلة السياسية والاجتماعية تبعا لذلك تغيرا كاملا ليتساوق مع هذا التغيير التفكك الاجتماعي المدعوم بالنكهات الطائفية والجهوية والمناطقية والمواجهات بالطابع الإرهابي والثأري وتصفية الحسابات. وفي هذا الوضع كنتيجة حتمية لسلوك هذه الجماعات بدأت مرحلة جديدة في تثبيت اجندة هذه القوى المتعصبة لمشاريعها النخبوية الاسلاموية التي تختزل الوطن بصورة تعسفية ' هذه المشاريع التي يلعب العالم اليوم في مساحتها التي امضى زمن خطته في تسويقها وإعدادها لتغدو ساحة لتسويق اجندته العدائية ومصالحه الخاصة على حساب مصلحة الشعب اليمني ومشروعه السياسي الوطني. المشهد اليوم لايخرج كثيرا عن هذه الحقيقة مايجعله مشوها لطالما ادوات الحل لانتزاع السلام هي ذاتها ايدلوجية اقصائية في جوهرها وميولها الأممية وهذا هو المسار الذي يراهن عليه النظام العالمي ذو القطبية الواحدة بميزته الإمبريالية في اذكاء الصراعات السياسية والثقافية والدينية وتعميق التناقضات الإجتماعية. وبالطبع لن يغادر مشروع الحرب المشهد اليمني مالم تستدعي الحالة الوطنية المكونات السياسية للإنفتاح السياسي بشروط الوطن كما انها لن تغادر معارك الأحقية في الحكم من اجل الخلافة او الإمامة دائرة الصراع اذا ظل معيارها التاريخي الهمجي معرضا للشحن وتأليب كل قاذورات الإسلاموية على منوال نحن او الطوفان وتقديس كل مايمت لقريش وشعابها بصلة. لاتوجد حاليا اي علاقة لسلام يمثله الوعي الأممي بالمشكلة اليمنية ومضمونها ' ولايوجد هناك دورا متطورا لمقاومة الإنقلاب ضد دولة شرعية بقدر مايمثل هذا الوعي استيعاب قدرة مقاومة المقاومة للانقلاب ليعد هما عالميا متزايد نحو منهج جديد في تشييد قراءة جديدة تجتريء وسائطها الدبلوماسية الى اضعاف امكانيات اي حالة ثورية تصب في مجرى وطني ' ولعل تأكيد العلاقة الحتمية بين عبثية الاسلام السياسي بشقيه ومباديء الصهيوصفوية والرأسمالية العالمية تعد من اهم المباديء التي قامت عليها العولمة بشقها السلبي العدواني في علاقة الصراع ضد الحراك الاجتماعي للشعوب وهي النزعة الكارثية للرأسمالية العالمية في استبداد الشعوب ومنها شعوب الشرق الاوسط عموما وشعبنا اليمني خصوصا ووشمها بالحديد المُحَمَّى وماخلا ذلك من قبيل السلام فهو باطل. بشير حسن الزريقي
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص