مشاورات غريفيث .. والرهان الخاسر
الساعة 02:21 مساءً
ان المراهن على مشاورات السلام التي انطلقت في السويد والذي سعى الى عقدها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث بكل الوسائل لتحقيق انجاز شخصى لذاته لا غير ، بعيد كل البعد عن هدف السلام الذي ينشده ويحتاج اليه الشعب اليمني. نعم لقد نجح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث وحقق نجاح شخصي لمهمته وهو جمع الفرقاﺀ اليمنيين للجلوس على طاولة المفاوضات وهذا نجاح يحسب له شخصياً. ولكن عندما ننظر الى الهدف من المشاورات وهو تحقيق السلام وانهاﺀ الحرب ، واذا تمعنا بعمق في الواقع نجد عدد من الحقائق التي تحكم بفشل المشاورات مسبقاً ، وعدم الفائده والجدوى منها مما يجعلنا نقول ان الرهان على مشاورات غريفيث رهان خاسر بكل المعايير. ومن ابرز الدلائل التي تؤكد فشل المشاورات تتمثل في الاتي: اولاً: اذا نظرنا في وفد الحوثيين نجد ان معظمه من رجال الصف الثالث الذين لاحول لهم ولا قوة، وليسوا على الإطلاق من أصحاب القرار وبالتأكيد ستكون قراراتهم مرهونة بموافقة قياداتهم من الصف الاول وبهذا نجزم بأن اي مخرجات ستخرج بها مشاورات السلام لا تعني للميليشيات الانقلابيه شي ، وانما تستفيد منها في تطويل الوقت والمراوغة والخداع لترتيب اوضاعها وترميم صفوف مقاتليها والتمترس والتخندق لخوض معاركها ضد الشعب واطالة امد الحرب . ثانياً : ان عقلية تعودت على العنف وادمنت القتل والدمار ، ولا تؤمن الا بالحق الالهي في الحكم والأفضلية عمن سواهم وحكم الولاية والإمامة ، جماعة لا تستطيع العيش الا في حالة الفوضى والدمار، لايمكن ان تُسلم او تستسلم بسلام أو تقبل بالسلام ، ومن الصعب اقناع هذه العقليات بالقبول بالتعايش والاحتكام للنظام والقانون. ثالثاً: الواقع الميداني في مختلف الجبهات ومحاولة الهجومات الذي تقوم بها الميليشيات على مواقع الجيش الوطني بشكل مكثف خلال اليومين الماضيين ، والقصف العشوائي لاستهداف المدنين ، واطلاق الطائرات المسيرة وخروقاتها بشكل يومي ، يؤكد نوايا الميليشيات الانقلابية في استمرارها بالتمسك بنهج الحرب ويظهر عدم مصداقيتها في السير نحو تحقيق السلام وانهاﺀ الحرب وبهذا تقول للعالم لن نتخلى عن السلاح ولن نعترف بكم و مشاورات غريفيث لا تعنينا.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص