(عذرا ....ايها الظلم)

كتب/ واعد فارع الشيباني

نعذر الظلم الذي حكم علينا بالبكاء سنين..لان نحن من دللناه وربيناه وحملناه على اكتافنا ،ونحن من ارضعناه في المهدي احتراما..نحن من ربيناه في الصبا طفلا..وحملنا على العرش غلاما..نحن بنيناه بدمانا عرشه..فانثنى يهدمنا حين تساما...وغرسنا عمره في دمنا فجنيناه سجونا وحماما.

كيف لانعذره ،وهو من صوب سهامه المسمومة تجاه صدورنا..كيف لانعذره وهو من جعل الدماء المعصومة حلالا ،وهو من اسقل سيفه المسلول على رقاب الشرفاء ..اعذر الظلم فنحن من رفعناه على قمم التلال،ونحن من صعدنا به على شماريخ الطوال..لكن لم نعمل له حساب على ان الظلم جرائمه عظيمة ،ومسلط على من كان له معينا،وظلام حالك لا يأتي بالرحمة ولا السكينة ولا يرعي بمؤمن إلا ولاذمة.

وكما قال شاعرنا الكبير :
 كيف يرعى الغنم الذئب..الذي ينهش اللحم ويمتص العظاما ..
يخاف لولا لم يلقى ..من كلبه كل قطيع يتحاما
ويعض الظالم الجلاد لولم يقلده ضحياه النداما
نعم : ان الظالم اذا لم نقف  امامه حجرة عثراء  لطالت يدآه الملوثين بظلم الناس .على كل حر شريف.وفي الحديث الشريف .
 يقول الرسول ( ص)  اذا رأيتم امتي تهاب ان تقول لظالم انت ظالم قد تودعى منها لايرضى الله ان تكون أمة قائدة ولارائده ..واذا لم نقل  قف عند حدك ..لأ نزل سياطه الحامية على ظهور الضعفاء..،وعندما سكت الناس على ظلمه .

انظروا الى اين وصلنا..الضعيف  معرض للشتائم ليلا ونهارا..تصادر كرامته..يحرم عليه الكلام .يمارس عليه التعسف تصدر عليه الاحكام ..تحاك حوله المؤمرات تعثر من امامه الطرق..تغلق في وجهه الابواب.يحرم من الانصاف تفرض عليه العداوة لايعطى حق الانسانية ..تعمد تجهيله حرمانه من حقوقه..حقر في جنسه ولونه...وبعد هذا كله نتظر من الرحمة ان تعمنا ،ومن المغفرة ان تغشانا..وندعوا الله ان يرفع علينا الوبا والبلاء..الله حرم الظلم على نفسه .ونحن مارسناه فيما بيننا  مظالم نشاهدها بكرة. وعشيا ثم ننادي يارب اهلك اعدائنا ..اذن صراعنا الحقيقي صراع مع المفاهيم .صراع مع الزمن المقلوب لكن مع هذا كله ..
سوف تدري دولة الظلم غد...حين يصحو الشعب من اقوى انتقاما
 سوف تدري لمن النصر اذا..ايقض البعث العفاريت النياما 
ان خلف الليل فجرا نائما...وغدا يصحو فيجتاح الظلاما