سقطرى لها الله بما إبتلاها - سجل أيها التأريخ - هكذا تكشف معادن العظماء - محافظ المهرة مثالاً
الساعة 08:48 مساءً

كم يتألم الإنسان ويشعر لهول وفداحة مصيبته، حين يعرف حقيقة سلطته التي تظل عقليتها طفولية ودونية، وفي الوقت ذاته ينحني كل شريف إحترماً وتقديراً  لقيادات تحب شعبها وتصنع مواقف عظيمة لتأسر قلوب الناس، من خلال إظهار معدنها الحقيقي في أحلك الظروف.

كنا قد طرحنا مقارنة بسيطة بين موقف محافظ حضرموت الذي يصر على أن يكتب اسمه في انصع الصفحات بمواقف مشرفة ، من خلال تشكيله للجنة والسعي لتوفير إحتياجات العالقين من بني جلدته في الخارج، تأتي هكذا مواقف من منطلق الوطنية والإنسانية وبين محروس سقطرى الذي بات  يحرس فقط كرسيه وحزبه وحاشيته ومطبليه الذين يقولون الصبر حتى تنفرج في وقت هم للموت أقرب ناهيكم عن المجتمع لاسمح الله، والكل في محنة ووباء مخيف، ووضع هز العالم رأسا على عقب.
الحق أقول أن الأستاذ محمد علي ياسر - محافظ المهرة، رجل إستثنائي وشخصية وطنية وذو مواقف دوماً رائعة تجعلنا نفخر بكل ما يقدم من خدمة أبناء جلدته، فهاهو وبمبادرة أقل ما نقول عنها عظيمة، حيث وجه بصرف 1500دولار لكل أسرة تقطعت بهم السبل وهم 31 أسرة في جمهورية مصر ، مايعادل  31 مليون ريال ، فبالله عليكم كم هو رجل يستشعر بمسؤليته ويبادر بالدعم والمساعدة دون شروط أو إستثناء متناسياً كل شيء، إلا السرعة في إنقاذ اخوانه واهله ولتخفيف من معاناتهم في الخارج، وعلى النقيض حين نجد صراخ وآهات العالقين من أبناء سقطرى واغلبهم من العوائل وطلاب وانزالهم من فوق السفينة في (قشن) ويسمح بترحيل القات الذي منع في اغلب المحافظات لكن مادة القات ترسل لسقطرى بكل أريحية، انها لكارثة إنسانية.
مقارنة بعيدة وفارق هائل وشاسع بين محافظين اسرعوا لعمل موقف سيخلده التأريخ وبين محافظ جمع مطبليه للأسف، ليقدموا نصائح عن فوائد الصبر وكذا تقديم إستمارات وإملاء شروط وعوائل وأطفال وطلاب تحت رحم الكارثة لاحول لهم ولا قوة إلا بالله، أن ماقام به المحافظ بن ياسر لا يسعنا إلا أن نقول كبرت وانت كبير وهنيئا للمهرة بقائد ومحافظ بمثل شخصكم شجاع ومقدام ومبادر في هذه الظروف الصعبة والحرجة، ونقول لك الله ياسقطرى مما أبتلاك من قيادة لا تعي حجم وهول الكارثة، والمصيبة حين تجدي أن أبنائك (القيادة) يسعون لذبحك من الوريد إلى الوريد ،ويجعلونك تحت رحمة حزبهم ومقترحات مطبليهم.
هل هذا وقت فرض شروط ام وقت إنقاذ والترفع عن أية ضغائن، للأسف تكشف لنا الأيام  صدقها بأن الكبير يظل كبير والصغير يرتع في جهالته ،وهي حقيقة واضحة للعيان بين قيادات تهتم لمعاناة مواطنيها في دول العالم وبين سلطة تذبح بقرارتها ابناء جلدتها ولو كانوا على بعد أميال بسيطة لا تذكر..
وحين يطلب منهم ان يتكفلوا بالحل تجدهم معقودة حواجبهم وايديهم لا تتحرك إلا الحقد والفشل الذريع، أما عمل ومصداقية فلا.
وفي الأخير نقول وليس من باب المناكفة والتزليف، شمر يابن ياسر والحق المهرة أن تفخر بفارسها الشجاع وبمواقفه الوطنية والإنسانية وللمحافظ البحسني لحسن ذلك التصرف الوطني الحكيم،
ونقول لقيادات سقطرى ترفعوا وتعلموا فن السياسة وتعلموا مبادئ الإنسانية بعيداً عن الإساءاات والمماحكات والمهاترات في هكذا أوضاع، وحاولوا أن تتعلموا فن كسب القلوب وادرسوا كيف هم العظماء والقادات بعيدا عن ملح الحزبية والمصلحة افيقوا أقل شيء في هذه الظروف الحرجة والخطيرة على أبناء سقطرى، فما هكذا تورد الأبل ياسادة؟!.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص