سلطة المحافظة بسقطرى أحد الأمثلة حين تصبح القيادة أشد من وباء كورونا على مواطنيها.. عبدالكريم بن قبلان
الساعة 12:52 صباحاً

سلطة المحافظة بسقطرى أحد الأمثلة - حين تصبح القيادة أشد من وباء كورونا على مواطنيها

ايها المحافظ - أيها الوكلاء - التأريخ لا ولن يرحم أحد

جهينة يمن /عبد الكريم  بن قبلان
كاتب وناشط حقوقي

فضيع جهل مايجري:               وأفضع منه أن تدري
حاولوا أن تقرأوا معي أجمل ما قاله - رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، في خطاب له على شعبه (يجب على إيطاليا أن تضحي من أجل شعبها)، ففي الحروب السابقة كان الشعب يموت لكي تحيا إيطاليا، أما في هذه الحرب فسوف تموت إيطاليا لكي يحيا الشعب).
لقد بدأت ببيت شعر وبجزء من خطاب لأحد زعماء الدول، حتى أدخل لموضوعي الذي هالني وصدمني مدى الاستهتار واللامبالاة بحياة المواطن السقطري، الذي منذ أن أفاق على هذه الأرض وهو يكابد معاناة العزلة والفاقة والسيطرة عليه والتسيد بأسماء مختلفة، منها الوطنية أو الوحدة أو الحرص عليه، بنكهة المكابرة والغطرسة والعناد، كأن هؤلاء ما خلقوا لأجل رفاهية هذا المواطن أو حمايته ، وللأسف الشديد أن هؤلاء من أبناء جلدتنا أفسدتهم المصالح والحزبية والمناصب، لا يراعون للبسطاء أي أهمية ولا يكترثون لحالهم، ولا إلى أحوالهم.
الحقيقة أقول لازلت حتى اللحظة مصدوم من هول ما أسمع، حيث سمعنا كغيرنا، أن قيادة السلطة المحلية سقطرى أصدرت قرار بمنع ركوب العالقين الذين أرادوا العودة إلى سقطرى، في حين كل دول العالم وقيادتها يبحثون عن حلول سريعة لإعادة مواطنيهم إلى بلدانهم ويسعون بكل طاقاتهم وإمكانياتهم لإنقاذهم وإجلائهم، وها نحن سمعنا كيف سيضحي رئيس وزراء إيطاليا بإقتصاد الوطن من أجل المواطن، وهنا تكمن روح المسؤولية الحقة التي يحترم من يترأسها.
تلك هي الدول العظمى ذات المقدرة والإمكانيات التي لا حدود لمقدرتهم على توفير كل سبل الحماية والبقاء في بلدان أخرى حتى تنزاح هذه الكارثة التي تحيق بكامل الكرة الأرضية، ولكن ما سمعناه وما نتابعه عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن مسؤولين سقطرى (السلطة سقطرى) من إصدار توجيهات وأوامر إلى الجهات المعنية لإنزال العالقين من ظهر السفينة، وعدم السماح لهم ركوبها، كل هذا لأنهم عالقين وأرادوا العودة إلى موطنهم، ضاربين عرض الحائط بحياتهم، وليذهب هذا المواطن إلى الجحيم، عجيب والله ، وشيء غريب جداً، أهم شيء أن لديهم المناصب واتخذوا منها لجلد هذا المواطن المسكين، وأهم من هذا البركة بالتوجيهات الحزبية الضيقة المقيتة.
أبناء سقطرى الذين يعيشون خارج محافظتهم في أوضاع مأساوية، وما خرجوا من سقطرى وفقاً لرغباتهم، فمنهم من يدرس ومنهم من لديه معاملة ومنهم عائدين من سفر أو مرضى ومرافقيهم ..الخ، هؤلاء تقطعت بهم السبل وهم يقطنون في فنادق بالكاد يستقبلوهم ومنتظرين مستقبل مرعب ومجهول حال اغلقت الفنادق والمطاعم، وهو ما يتوقع مع تسارع وسوء الأوضاع، والله يعلم وحده ما القادم.
نستغرب أن تصدر السلطة أوامر بمنع ركوب مواطنيها على أي سفينة دون الاستشعار بالمسؤولية ولا مبالاة بحياتهم، ولا نعرف بأي منطق هؤلاء يديرون البلاد وكيف يحكمون المجتمع ونصف شعبهم في حكم المهجرين، لا يعلم بحالهم إلا الله، يموتون كل يوم ألف لحظة من القلق بإنتظار مصير مجهول.
نتألم حين تتحرك وبكل حرية قوارب وهي محملة أوراق القات، تجارة وسمسرة ولا يهتمون لحياة وكرامة هذا الإنسان، أنها إنحطاط القيم وإنهيارها، فعلى الرغم من تأكيد ناخوذة السفينة أن لديه تصريح للتحرك بشحن القات فقط، ولكن ليس لديه أي تصريح لحمل هذا الإنسان، مع أن الأولى إيقاف شحنات القات وإنقاذ المواطنين (العالقين) الذين يموتون قلقاً قبل أن يموتوا مرضا لاقدر الله، فهل قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ليس لديها أي ذرة من الإنسانية، ياترى أين ذهبت تلك القيم والوطنية؟!.
ونحن هنا نستنكر ونحمل السلطة المحلية كامل المسؤولية عن حياة (العالقين) من أبناء سقطرى، كما ندين ونستنكر حال يهتمون بإصدار تراخيص لنقل القات، وصدق البردوني رحمه الله, عندما قال: "ما ارخص الإنسان في بلدي" ، والحقيقة لا نعرف مع أي أشخاص يتعامل المجتمع، ولا نعلم في أي زمن نحن حين تصبح حياة المواطن سلعة ولعبة في مثل هكذا قرارات.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص