عن محاكمة العصر وسيمفونيات بتهوفن
الساعة 07:13 مساءً

عن محاكمة العصر وسيمفونيات بتهوفن
******************
امين شمسا ن الاصبحي

في فترة الدراسة في سبعينيات القرن الماضي كنت شغوفا بسيمفونيات بتهوفن لاتمرليلة إلا واستمع إلى واحدة منها من جهاز التسجيل وكنت أتمنى أن أجد معزوفة واحدة تجمع السيمفونيات التسع بمقطوعة واحدة دون أن يؤثر الجمع على أي منها ولم أجد  بل لم يجرؤ أحد على حسب علمي من الاقتراب من هذه الفكرة ....ومرت الايام واتذكر أن آخر مرة استمعت فيها للسيمفونيات كانت في عام1982 في سفرية مع الزميل والصديق العزيز احمد سالم الجبلي من الحديدة إلى صنعاء .... ولم أعد إلى الاستماع إلى السيمفونيات بعد ذالك حتى يومنا هذ الخميس 2020/1/2 حيث كنت في قاعة محكمة الحجرية التي تجري فيها محاكمة قتلة مرافقي المحافظ ... حضرت الجلسة الأولى وكانت مثيرة جدا وحضر ت اليوم الجلسة الثانية التي استمتعت بها .........الجلسة لم تكن بحاجة إلى متابعين ومراقبين بل تحتاج إلى ضامئين للعدل لترتوي تحتاج إلى عاشقين تواقين للمساواة وسيادة القانون تحتاج إلى نفوس وعقول تدرك الدلالة الاستثنائية لتقديم عشرة متهمين بالقتل دفعة واحدة بعد تصحر وجفاف اقتلع نبتة العدل وفرض شريعة الغاب طيلة خمس سنوات ونيف لم يقدم خلالها قاتل واحدللمحاكمة ....لم يقدم مغتصب واحد لاملاك الناس اولاطفالهم اومتهجم واحد على القضاء. او. او.. أو  الخ   هل أدركنا الان المعنى العميق لعقد محاكمة لعشرة متهمين وليس واحد.هذه المعاني والدلالات خطرت في ذهني داخل قاعة المحكمة لذالك قلت أنني استمتعت بالجلسة وأخذايقاع المحكمة كل اهتمامي كان الإيقاع يرتفع ثم يخبو ثم يعتدل فحلقت بعيدا واستحضرت من ذاكرتي .سيمفونيات بتهوفن  ووجدتها تؤدى في قاعة المحكمة بتناغم فريد ....في جلسة محاكمة العصر اليوم وجدت أعظم ضابطي إيقاع أو مايسمى بالميسترو يتناوبان على قيادة الفرقة بتناغم نادر وباقتدار غير مسبوق يرتفع الإيقاع ثم يخفت ثم يبدء في الارتفاع وتتداخل السيمفونيات التسع مع بعضها دون أن تفقد أيامنها شيء من خصوصياتها  وشعرت بالطبيعة تشاركني الاستمتاع بإيقاع الجلسة لذا لم يأبه منيف ومثله جبل القلعة لم يأبها بلعب اثنين من الصبية في سفحيهما ومحاولتهما إشعال الحرائق وإثارة الغبار علهما يحجبان بالدخان والغبار الجبلين الشامخين الراسخين اويشدان الأنظار إلى عبثهما دون جدوى...حاول اثنان جهزا بكل الامكانيات أن يثيرا زوبعة وحريق تارة في سفح منيف وأخرى في سفح القلعة ولكن الزوبعة التي نفخت التراب تحت قدميهما ودخان الحريق الذي اشعلاه لم تتعدى قامتهما فكيف لها ان تغطي ايا من الجبلين الشامخين 
استمر ضابطي الإيقاع يتناوبان قيادة الفرقة بكفاءة وبمهنية استثنائية  والاكثر دهشة أن يقودا كليهما الفرقة سويا ويستمر إيقاع المحكمة على نفس الوتيرة
2020/1/2

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص