افتقاد اليمن
الساعة 02:24 مساءً

لاشيء في حياتي افتقده أكثر من افتقادي لليمن ، الوطن الذي نحبهوالذي غاب عنا منذ سنوات .

اسأل نفسي كثيرا كثيرا ..

ترى هل ستعود اليمن إلى ماكانت عليه فيما مضى ..

هل سيأتي اليوم الذي اشد فيه الرحال إلى صنعاء واطل من شرفة غرفتي بفندق “الشميري” وارى كل أحياء صنعاء أمامي .

اليوم الذي أعدو فيه وحيدا وحيدا على طول ميدان السبعين.

هل سيعود هذا اليوم أم انه صار من الماضي؟

الماضي الذي لاوجود له إلا في كتب التاريخ.

اليوم الذي أقود فيه سيارتي وأصدقائي صوب الحديدة من “عدن” ونسير سريعا سريعا على طول الشريط الساحلي فلا نرى قوات ولا أسلحة ولا جيوش ولاحروب.

الطريق الذي يرتص على جانبيه أهل الحديدة البسطاء بابتساماتهم الجميلة..!

اشتاق الى المهرة وسقطرى في تكويناتهما الاولى ..

اشتاق لليوم الذي ستختفي فيه مفردات “الحوثي” والتحالف والشرعية والحراك والحزام والنخب واللجان الشعبية وميليشيا الإصلاح وحراس الجمهورية .

اشتقت لمفردات الأمن والقوات المسلحة اليمنية .

اشتقت للزمن الذي اشتاق ألينا .

اشتقت إلى الزمن الذي لم نسأل فيه قط عن رواتب ولا كهرباء ولا وقود .

زمن لم نسأل أنفسنا فيه عن صرف الريال ..

زمن لم ننتظر فيه احسانا من احد.

زمن لايتردد فيه ذكر الشكر لاحد سوى الله

زمن كنا فيه ننتظر المغترب اليمني على أحر من الجمر.

زمن قفزنا منه إلى زمن نخاف فيه من ذكر المغترب أو اتصاله.

اشتقت إلى الزمن الذي لم يكن فيه اليمني غريبا في وطنه ، لاتوقفه الحواجز ولاتسأله نقاط التفتيش عن اسمه وأصوله وأفكاره وصور هواتفه.

اشتقنا للزمن الذي كنا فيه يمنيون وكفى ..

اشتقنا لزمن كنا فيه بسطاء ، انقياء ..

اشتقنا لهذا الزمن وكرهنا زمن التحالف والشرعية والحوثي والمبعوث .. زمن التدخلات من كل جانب ..

زمن ليس بزماننا في وطن نحن فيه كالأغراب..

ترى هل سيعود هذا الزمن؟

ام اننا لن نجده الا في كتب التاريخ واعلاه عبارة “يحكى ان”.

فتحي بن لزرق

24 مايو 2019

 
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص