الثقافة وأدوارها الإجرائية
الساعة 10:46 مساءً

 

ان الثقافة بوصفها جملة من المعارف والمفاهيم والقيم الروحية والإخلاقية وطرز الحياة والسلوك وطرائق التفكير والإبداع الأدبي والعلمي والجمالي ' وجملة المهارات التي يملكها الانسان والتطلعات التي يسعى لتحقيقها ....ليست منظومة جامدة ثابتة لاتتغير . وانما تستحدث لنفسها ادوارا جديدة وذلك بعد ان تداخلت مع العلم والتكنولوجيا بصورة كبيرة ليبرز دورها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ' ومع مانسمعه عن صدام الحضارات وصراع الثقافات وتوشك الثقافة ان تمد نطاق علاقاتها ليشمل القوى العسكرية ايضا. ولنلاحظ ان بعض عناصر الثقافة ثابتة او شبه ثابتة وبعضها الآخر سريع التبدل والتغير وان التطور السياسي والإجتماعي والاقتصادي والفكري الذي هو سنة الحياة وقانونها يفعل في الثقافة فعله اغناء او افقارا ' توسعيا او تضييقا ' إحياء او إفناء وخلاصة القول ان الثقافة تعبير عن الحياة الانسانية وهي في مجملها في حركة دائمة مستمرة لاتتوقف. وبالإشارة الى اهمية الثقافة بصفتها مقوما ضروريا لبناء مجتمع المعرفة وبالنظر الى دورها بالنسبة لجميع عناصر الدورة الكاملة لاكتساب المعرفة في الإلمام بمصادر المعلومات والمعرفة واستيعابها وتوظيفها في تفسير الظواهر وحل المشكلات وتوليد المعرفة الجديدة واحلالها بدلا عن المعرفة المتقادمة . ولاشك ان هناك قدرا لايستهان به من الدوافع المتداخلة التي تستند عليها الثقافة خاصة بين الثنائيات المعهودة والمقصود بها ثنائيات الاقتصادي والسياسي ' العلمي والتكنولوجي ...الخ ولكن ماهو اكثر اثارة في تقديري هو التداخل التي تتجاوز حدود هذه الثنائيات من قبيل ..التداخل بين السياسي والتربوي مثلا وبين التكنولوجي والاعلامي وهو مايستحق الوقوف امامه في هذه العجالة والذي تندرج فيه الوظيفة الاجرائية للثقافة بما تضفيه النقلة المعلوماتية على اللغة كأداة من ادوات الثقافة من الجوانب المستجدة في هذا المضمار لما يتسم به الدافع الثقافي ذاته من محورية مهمة في عملية التنمية الشاملة الذي تمثل فيه اللغة محور منظومة الثقافة بلامنازع ' ويحتاج ذلك اول مايحتاج الى ان يكون المثقف ذا لغة اصيلة تكون ركيزة تواصله الثقافي الفعال تعليما واعلاما وحوارا وتراسلا للدور الخطير الذي تمارسة اللغة في ماراثون الثقافة على اصعدة الاعلام والسياسة والاقتصاد والدين ومن هذا المنطلق تأتي الأهمية المتزايدة لحوار الأديان بصفته اهم محاور الحوار الثقافي الذي يجب ان يتضمن فروعا لغوية مختلفة من قبيل اللسانيات الحديثة والبلاغة الجديدة وعلم اجتماع اللغة وعلم نفس اللغة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في فهم النصوص الدينية والكشف عن بنيتها الداخلية. لذا من هذه الزاوية ومن زوايا عديدة بإعتبار الثقافة حصادا متجددا يتم استهلاكه واعادة انتاجه والتفاعل معه وادماجه في مسار الحياة اليومية وجميعها فهو يرتبط للأهمية القصوى لإعادة تشكيل وعي المثقف تلبية لمطالب عصر المعلومات والنهوض بوعي جماعاته الذي يرتبط ارتباطا وثيقا على تحويل وعيه الخاص الى وعي عام وهي الحقيقة التي يجب على المثقف ان يعي بأن قاعدتها كون الثقافة دافعا على الابتكار والإبداع والنضال ضد القهر والتصدي لصنوف الظلم ناهيك من كونها المحور الضروري والحتمي الذي لاغني عنه لممارسة الوظائف الحياتية. بشير حسن الزريقي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص