الدول العربية بين الانقلابات وفشل الانظمة الحاكمة؟!
الساعة 05:44 مساءً

كمسؤول اول في اي دولة استلمت سلطة من الشعب ،وجب عليك أن تسلمها للشعب في حال طالبك الشعب بإعادتها اليه، لا ان يتم تسليمها قوات عسكرية في نظامك بل سلمها للشعب . الشعب هو من أوصلك الى ذاك المنصب وليس الجيش،فالجيش عندما انتخبك الشعب بطريقة ديمقراطية ومنحك سلطة كان محايد ،وعليه اليوم أن يقف محايد ،فنزع السلطة من اي منظومة فاسدة في حكمها لبلد هو من اختصاص الشعب فقط. يتناقض أن تكون رجل ديمقراطي حر ،وتعمل مناصر لقوة عسكرية اين كانت ،لانه في الانظمة والأعراف العسكرية لا ديمقراطية -انت عسكور تعمل بالامر من قيادة أعلئ منك مرتبة ،لا يحق لك معرفة مصيرك او طرح رآيك للنقاش،في صورة شبيه لنهج الجماعات الدينية -السمع والطاعة ،ومن ثم تصنع النخب الديكتاتورية الإستبدادية ،وهذا يتناقض مع اي فكر ديمقراطي حقيقي حر . صحيح الجيش جزء من الشعب،وعلينا الوقف مع الشعب قبل الجيش ،لان الشعب هو الباقي بينما الجيوش زائلة. الجيوش العربية ،بعد زراعة الكيان الاسرائيلي، صنعت في الحقيقة لمواجهة العدو الاول للأمة العربية -إسرائيل ومن يقف خلفها،لكنها في الظرف الراهن تستخدم بشكل قذر ،أصبحت أدوات لقمع الشعوب ومصادرة لحرياته،ومؤسسات لإستزاف ثروات لا أكثر . لتستفيد من التجربة -الجيش العراقي و تحويله الى كارثة على العراق وبعده الجيوش المصري والسوري واليمني والليبي وأخيرا الجزائري والسوداني اليوم في الطريق، باستثناء أشخاص من منتسبي هذه الجيوش يعملون بوهم،وكل هذه التشكيلات العسكرية تعد من العوائق امام هذه البلدان في بناء دول حقيقية تحمي كرامة شعوبها وتحقق أحلامهم في العيش بحرية وحقوق مكفولة ،مثل باقي الامم المتقدمة. انصح اليوم رفاق الثورة الشباب الجزائري والسوداني الاستمرار بحراكهم الثوري الجماهيري لإسقاط هذه الانظمة بشكل كامل مهما تلونت اذا أردو النجاح لثوراتهم ،لا اسقاط شخص فقط ،وان يستفيدوا مما جرئ لشعوب عربية سبق لها الخروج بثورات ضد أنظمة استبدادية تابعة ،ومهيمنة فاسدة كانت حاكمة . الجيوش العربية لوثتها مابقاء الجماعات الدينية مثلا في اليمن (جماعة انصار الله ،جماعة الاخوان ،جماعة السلفي الجهادي)، بعد حرب مع جماعة انصار الشريعة -تنظيم الدولة الاسلامية (قاعدة -داعش) المصنوع لمواصفات أمريكية بريطانية فرنسية غربية إستعمارية . اليوم علينا أن نقول :البقاء للشعوب لا للأنظمة التابعة والجيوش ،وفي اليمن اليوم مايسمى الجيش مع جماعة المصالح،والجماعات الدينية إضافة الى التأمر الإقليمي والدولي،كلها عوائق أمام وصول اليمن الى دولة حقيقية مستقرة … الشعوب هي الجيوش لا غير ،وكل هذه الكيانات العسكرية لن تخلف لنا سواء مزيد من الحروب والصراعات الداخلية الضيقة ،ومنهكة لاقتصاديات بلداننا ،وسندفع كسداد ديون مستقبلا من قوت أطفالنا ،اموال طائلة ،وستأخر بلداننا زمن طويل من التقدم في مواكبة التطور والتنمية والتحديث.. السؤال :من الذي خول القيادات العسكرية استلام السلطة من رئيس الدولة؟! مايجري في الجزائر والسودان مؤخرا ،بلاشك هو عمل انقلابي ناعم و مفبرك ،بشكل سياسي منحط ،في تميع لقضايا الشعوب وإستغلال لمطالبه المشروعة ،اشبه بما جرئ في اليمن بعد ثورة فبراير الذي تم إحتوائها بانضمام العسكر اليها،واللقاءات المستمرة التي كانت تتم بين السفير الامريكي والجنرال علي محسن الاحمر،الذي سلم بعدها منصب نائب رئيس بقرار اقليمي دولي ،وقفز على إرادة الشعب اليمني في الهدف من تعئينه خدمة مصالح الدول الخارجية.. ونستدل بالتجربة من الماضي عن 26سبتمبر من العام 1962م في اليمن ،والخلاف على كونها ثورة شعبية او انقلاب عسكري،بعد بزوغ شرارتها آنذاك ،ولكن لوعي الشعب البسيط آنذاك سلم قيادة الثورة للعسكر ،والعسكر تصدروا الموقف وأهملوا أهم متغير في الثورة ،الذي هو -الشعب،تنصل الشعب عن الحماية والدفاع عن ثورته ،في وهم بأن الجيش هو من سيحمي الثورة والجمهورية ،وتم التخلص من قبل الملكيين الاماميين من الضباط الثوريين الاحرار ،وانقلبوا بشكل ناعم على الثورة وحكموا البلد ملكيين بقناع الجمهورية حتى وصلنا اليوم الى كارثة… لهذا اليوم لا نريد أن نخلف هذا السيناريو ،بعد ثورة الحادي عشر من فبراير ،ونعيش وهم بأن هذه التشكيلات العسكرية ستعمل في مساعدتنا على انجاح ثورتنا ،بل علينا الانتصار للشعب والثورة والجمهورية والدولة ،حتى لا تلعننا الاجيال القادمة. ننطلق من توحيد الجماهير في عاصمة الثورة – تعز وحشدها سلميا ،ونضغط من الشارع على القيادات العسكرية أن تسلم أمرها للشعب ،وتعمل بأوامره وتحت قيادته . فالمؤامرة على الشارع التعزي كبيرة ،بعد فشلهم في تدميره وتمزيقه الى النهاية والدعم بالسلاح والمال لاكثر من فصيل للعمل كوكلاء للخارج وهدفه الاول القضاء على روح الثورة ،وسلب قرار البلد للأبد،اليوم يتم زراعة السم في أوساط قوئ الثورة بقصد ضربها من الداخل. نحن بحاجة لإعادة بناء شعب ،يشبه اليمن بجمال طبيعته ،وإستراتيجية موقعه ،وحضارته وتاريخه العريق،ولا نستهلك طاقاتنا في بناء جيش لا يمكن أن يقدم لليمن شيء،بعد اتضاح الحقيقة بأن الانفاق على بناء جيش ،وبالاصح الانفاق الحربي الذي يمتص جزء كبير من دخول بلداننا ذات الدخول المنخفضة بسبب فشل السلطات الحاكمة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص