القصة في جنوب اليمن مختصرها بسيط : ثمة نار كراهية هائلة وحقد أعمى اشعلوها ضد كل ماهو شمالي بعد الحرب فأكلت التجار والعمال وأصحاب البسطات والبسطاء والمقهورين وأخذت منازل الناس وأراضيهم دون وجه بحق بحجة أنهم "شماليون".
كانوا كل ما اقتحموا حوش تاجر نصبوا عليه علم الجنوب وقالوا هذا حوثي وصفقت الناس ، دخلوا فيلا مواطن لاحول له ولاقوة وقالوا هذا حوثي ووصل الأمر إلى انتزاع بيوت شعبية واخراج ساكنيها.
كان يحدث كل ذلك امام مرأى الجميع ،خرست يومها الالسن أو أنها اُخرست وكانوا كل مانهبوا حق أو انتهكوا حرمة انسان قالوا هذا "حوثي".
وبعد عامين كانت هذه النار قد اكلت كل ماهو شمالي ولم يعد امامها ما تأكله ، لكن هذه النار باتت "جحيما" وقطيعا من اللصوص والمأجورين الذين تغذت اجسادهم بأكل حقوق الناس واستحلت ذلك فأمتدت في عامها الثالث والرابع لتأكل الحقوق الجنوبية من اراضي ومزارع واملاك بعد ان لم يعد هناك شمالي ما يمكن نهبه أو سرقته .
وهنا صاح الكثير من الجنوبيين ..
اللص 
اللص.
كنا بحاجة إلى قليل من الشجاعة والانصاف لوقف نهب حقوق الناس بداية الأمر لان صمتنا احال قوى النهب هذه إلى امبراطوريات ضخمة باتت تنهب كل مايقف في طريقها.
نحتاج إلى قليل من الضمير والكثير من الشجاعة والموقف الواحد في مواجهة منظومة الخراب هذه لان استمرارها يعني اندلاع حرب اهلية في عدن وفي القريب العاجل.
فتحي بن لزرق 
9 ابريل 2019