إب مدينة للسلام و تتسع للجميع
الساعة 04:14 مساءً
لا جذيذ ولم يكن ذلك السلوك هو الإستثناء في فضاءات أولئك الذين يعتقدون بتفوقهم المناطقي ، ووعنصريتهم التي تسقط أمام تغولهم كل فضيلة دينية وقيم وأعراف قبلية ، يبدو أنها تقدم لنا أدلةً - وبما لا يدع مجالاً للشك - على حالة الإمتهان والإنتقاص التي نعيشها في مدينة حاولت التمسك بالسلام والتسامح تجاه أناسٍ ، لا محاذير تجاه نزواتهم المناطقية ولا مثل قادرة على استرجاعهم من قيعان السفه والقبح ، والذي يظهر نفسه برغم الخداع والتمسح بالفضيلة والقيم والمثل النبيلة لأولئك المسكونين بعرقهم السامي ومناطقيتهم التي لا تقف في وجهها المحاذير ولا سقف لهمجيتها وهي تتعامل مع إب بمنطق من يتعامل مع إقطاعية خاصة ، ليس على سكانها غير أن يظلوا عبيداً لسيدهم القادم من مناطق القداسة والسمو ... ليست قبائل خولان هي الأخيرة ، ولن تكون الإستثناء في سلسلة من ممارسات عنصرية ومناطقية مقيتة ، كان ما قامت به مجاميع مسلحة متحللة من الدين والعرف والعادة ، هو النموذج الذي يمكن أن يظل محفورا في ذاكرة إب وكرامتها ذات الطابع الأدني والقيمة الأقل ... مختبر تجارب للإستقواء والإنتهاك وتجاوز القوانين ومنصة لإطلاق أعيرة العته والقاذورات المناطقية البغيضة... تبرز مجاميع مسلحة يقال إنها من خولان عضلاتها على منازل مواطنين وتحرقها دون وجل وخوف ، وتضرم النيران في مركبات لأناسها ، وبحجة - مهما كانت حقيقية - قتل شخص ينتمي لمنطقة خولان وقبائلها ، والتي حضرت لتأخذ ثأرها بمساندة من إحساسها بالتفوق والغلبة ، ناهيك عن شعورهم أن إب رخيصة وقابلة للإذلال والإهانة ، وأنها ( إب ) لم تزل مدينة من الدرجة الثالثة بمواطنيها ال 3 مليون نسمة ..... ودون أن يترك الهمجيون للأجهزة الأمنية الفرصة في التحقيق في واقعة القتل وإلقاء القبض على القاتل... إذْ أن الفاصل الزمني بين واقعة القتل وبين جرم ردة الفعل لم تزد عن يوم واحد فقط.... تعبنا ونحن نقول إن إب مدينة للسلام وتتسع للجميع ، لكن وكما يبدو لم نقم بما يستحق أو يحفز لجعل إب مدينة للجميع بتسامحها كوطن لا يعرف غير اليمن هوية وانتماء.. لقد فعلوا في حبيش كما يفعل الصهاينة بالفلسطينيين ، ولعل معرفة العدد الذي ألقى الجهاز الأمني القبض عليهم ، يدرك مقدار الغرور والكبر واللامبالاة الذي رافق مجاميع خولان ، وكأن جبهة ومعارك تدور في حبيش ، ليكون الحصيلة أشبه بعار سيلتصق بوجه قبائل خولان إن بقي لها وجه وأخلاق ، بعدما ارتكبت مجاميع منفلتة منهم ما كان من فعل مشين ومعيب تماماً ... أفكر فيما لو لم يكن اللواء عبدالحافظ السقاف على رأس الجهاز الأمني ، ربما بل من المؤكد أن تلك المجاميع ستغادر إب مزهوة بجرمها ومصحوبة بدعوات الوصول بالسلامة... وهو ما لم يحصل إذ تمكن الجهاز الأمني من إحكام السيطرة على المنافذ والممرات وحاصرت المعتدين إلى أن تم القبض على ما يقارب أربعين مجرم ، تم اقتيادهم إلى السجن المركزي، في أول ردع حقيقي وإنصاف ، يمكن تسميته بالأغلى والأثمن تجاه مجاميع همجية تلقت اليوم الصفعة التي ستعيد إلى ذوي الإنتفاخ المناطقي رشدهم... يثبت الجهاز الأمني ومنتسبوه اليوم علو كعبهم في تأديب الخارجين على القيم أولاً والقانون ثانيا ، ويتمكنون بإنحياز تام للقانون والحق والعدل من تدوين الدرس الأول في مجموعة دروس احترام إب والتعامل معها بما يليق بها ، لا بما يليق بهم .. لا أدري ما الموقف الذي يمكن للحوثيين أن يتخذوه ، وهل سيعتبرون ما كان من همجية سلوك سيقلل من فرص السلام ويعمل على تضييق الخناق على الحلم بمدينة آمنة مطمئنة..؟ أم أن حساباتهم سيكون لها رأي آخر ..وعلى النحو الذي سيقلل من كارثية الفعل والتعامل مع هذا الجرح على النحو ( مايضر الميت طعنه ) وبذل المساعي والوساطات للتحكيم القبلي وإنهاء الأمر براس بقر ووصله واعتذار ... مهما يكن موقفهم فلن يكون سهلاً ابتلاع هذه الهمجية المفرطة ، ولن يتوقف الأمر عند مطالبتنا بإنزال العقاب الرادع بهم ، إذ يتطلب الأمر أكثر من مقال وتنديد ، ليكون الموقف الجمعي لأبناء إب تجاه هؤلاء المنتفخين ، وأخص بالذكر أولئك الذين - يجيدون عض يدالمحافظة إثر كل جميل تقدمه لهم - كلما تذكروا انتماءاتهم إلى تلك المناطق المسكونة بالوهم والتفوق القبلي النتن ، وأدعوا جميع من أكلوا وترعرعوا بين أحضان إب من كل القبائل اليمنية ، أن يكون لهم موقف مشهود تجاه هذه الحادثة الخارمة للكرامة والرجولة ، وأن يعلنوا صراحة وقوفهم إلى جانب الضحية وتعزيز موقف الجهاز الأمني والسلطة المحلية برئاسة الشيخ عبدالواحد صلاح والذي نعول على مروءته وشهامته في الإنتصار لإب ، وإكمال ما بدأه الأمن ومحاسبة المعتدين ، والدعوة إلى إصطفاف جماهيري ضد الهمجيات القادمة من قبائل المعتدين وغيرها من القبائل اليمنية الأخرى ، و الوقوف إلى جوار الأمن وقيادته ومنتسبيه في فرض النظام والقانون وصون أعراض مواطني إب وحماية حقوقهم وممتلكاتهم من العبث والفوضى.... نعول على السيد المحافظ في الإنتصار لقيم التسامح والسلام الذي ظل لصيقاً بسلوكه وممارساته تجاه محافظته ، وسيجدنا إلى جواره كي تكون إب مدينة سلام وتسامح ، لا تنظر في هويات من يعيش في كنفها ، ولا تهتم لكونه ( بكيلي... حاشدي .. مذحجي..) مكتفية بكونه اليمني المحب لإب وكل مناطق اليمن.. مع إب ومع السلطة المحلية برئاسة المحافظ اللواء صلاح ومع الأمن برئاسة اللواء السقاف ومع المعتدى عليهم حتى معاقبة من وقع منهم الفعل بأشد العقوبات قياساً على فعلهم المقلق للسكينة العامة ونسف كل الجهود الرامية للنأي بإب بعيداً عن الحرب والموت والدمار.... تحية لرجال الأمن قيادة ومنتسبين وتحية للسيد المحافظ الذي لن يخذل تقديرنا له ، وسيكون كعهدنا به مدافعاً عن كرامة إب وصانع سلام وتسامح نادر...
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص