المثٓقــفُ النّــوعــيّ كضــرورةٍ
الساعة 10:08 مساءً
حزمة خصوصيات يكتسبها المثقف النوعي تكمن أغلبها في خبراته التراكمية، وتجاربه السلوكية -من باب أولى- كونها جزءاً أصيلاً من أناقة روحه وسلاسة طِباعه وحيوية ألقه ومن شخصيته -كاريزميّته- كأكثر خصوصية مكتسبة من خلال تنميته الذاتية وهي معرفيّةً في الغالب لاعتبار إضافتها نوعية بامتياز. نسبة الإنتاج الثقافي للمثقف لا تعني فقط ما يكتبه أو يتكلم به ولكن ما يلمسه المجتمع من صدق مشاعره وشفافية سلوكه واقتداراته العملية في تعزيز ثقته بنفسه أو ثقته بالآخر "الإنسان، المثقف، غيرهما" والعكس صحيح، وهو ما بوأ المثقف مكاناً مرموقاً في الأوساط المجتمعية والثقافية والسياسية، من خلال ما يقدّمه من أقوى وأروع وأصدق المواقف الأكثر تأثيراً على مواقف ومشاعر وقناعات الآخرين اعتماداً على ثقتهم به وبنبوغه وتصوراته أو تصرفاته وحقيقة شعوره النبيل بل الإيجابي الغرض هذا ما نلحظه حين يطرح أيٍّ من أرائه للفصل في قضيةٍ ما بين متخاصمٓيْن أو حين يضع -بحكم معرفته الواسعة- تشخيصه لأيّ حدث من الأحداث المتراكمة كتراكم كل المآسي. يغترف المثقف "الجاد" معلوماته من اغترافها هي الأخيرة من عقليته الناضجة وتصوراته الحكيمة وحالاته "التّجرُبية" وأخرى كظاهرة ثقافية صحية لا تمثّله كشخص وإنما لأرقى من ذلك وهؤلاء مٓن وقف عندهم كتّاب التاريخ كحالات عبقرية خاصة قد لا تتكرّر وإن تكرّرت سيكون تكرارها أنموذجاً مختلفاً من ظواهرية الموقف والحدث والصّورة أو النّتاج الطبيعي، لعلّ ذلك التّكرار كجزئية من مشروعٍ لتجديدية مرحليّة، كظاهرةٍ أيضاً لحالة ثقافية "نوعية" تنتج وعياً مستنيراً استثنائيّ التّحوّلات، كما تنتج المعلومة كمعرفة موثوقة، ومثلهما تنتج السلوك المهْني "أخلاقياً" والمجتمعي الخلّاق "أخلاقاً" وهي كمنظومة قيم لا ينتجها سوى هذا المثقف الأدرىٰ بكينونته "كمثقف إنسان" ما جعل منه الأكثر عشقاً لوظيفته الإنسانية والأدبية والأخلاقية وأخرى تصنع من السّلام ضرورة ومن ضرورته اعتناقاً، ومن ذلك يصيغ واقعاً كأرضية مشتركة يتعايش فيها الجميع. منصور الأصبحي 17 مارس 2019 م
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص