الثقافة كمفهوم بين البراءة والذّمّة
الساعة 10:06 مساءً

ليس بأمرٍ سهل أن تنتج الثقافة -بأخلاقياتها مجتمعاً يتعامل معها بمفهوم سطحي جداً، وبتقليدية سافرة باعتبارها الشّيء الزائد في قائمة اهتماماته التّنموية والسّلوكيّة، كإحدى وظائف الكوميديا الفراغية وهذا ربما يجعلها مبتعدةً عن تأصيلها النوعي بصفتها وسيلة التّخلّق المُترجِمة لكل رسالات السماء المرتبطة بمنظومتي القيم "أخلاقيّة ومعرفيّة". ترتكز الثقافة على امتيازات التأهيل المعرفي كمدخلٍ أساسٍ لنهضوية إنسانية تنوعية وقد لا تقتصر على جانب إبداعي دون غيره، فهي نتاج حافز لتصورات عقليّة ناضجة وتصرفات سلوكية منتجة لحيويّة تفكيريّة، غير معزولة عن المنهجيّة الأدبيّة القلميّة بمجالاتها "شعر، سرد، نقد، قصة، رواية، حدّوتة، فنون مسرحيّة وغُنائيّة وتشكيليّة بتنوّعاتها" إضافة للقراءة والكتابة أو كذلك لمتابعة تطور الإبداع المرتبط بالثقافة كقيم تشكّل معنىً موضوعياً للثقافة ذاتها بعيداً عن أي انتماء تهذيبيّ منقوص. من جانب آخر تعتبر مأسٓسٓة الثقافة "سِلْباً" كحالة شائعة لانتهازية مسيّسة أو كموجهة لاستغلالها لتحقيق هدف وصُوليّ قد يتحمل مسئولية ذلك المثقف "الّلا سلوكي" كسِمسٓار متأثقفْ هدّام لا تزال تعيشه الثقافة في بلدان متخلفة تديرها عقليات جليدية التأهيل تفكيراً والتفكير تأهيلاً كونها محصور برؤية موجهة للمسار تثقيفاً لضعفها تأثيراً وخوائها روحياً وعزلتها معرفيّاً هذا ما يسهل عملية تطويعها سلباً بسهولة أقل. سيظل المفهوم الأخلاقي للثقافة في اليمن هو النقطة البيضاء بجسد التّشوّه المتأثقف حتى ينتصر حتماً في يوم من أيامها الثقافية القلم المثقف الإنسان والوطن والقضيّة كوعد وعهد لرسالة أدبيّة أخلاقية -ربما لن تتأخر طويلاً- وهي كفيلة بإزاحة الحالة الثّقافيّة التشوهيّة والمأزومة معرفياً ومهْنياً والتي ساهم البعض في أسوأ من ذلك كله لتثبيت ثقافته المسعورة حرباً وضٓرْباً ونهباً وسلباً وتحريضاً وكراهيّة وتمزيقاً مجتمعياً وتصدّعاً نفسيّاً وتشظّيات جغرافيّة وتغييرات ديموغرافيّة كجزء أهٓمٍ من ثقافة تشوّه منهجيّة وقد طالت حتى مناهج التعليم وهو هو الأخطر ناهيك عن غيرها من تغييرات ثقافيّة سالبة لم يسلم منها الجميع حتى عامة الناس كلغة يوميّة. منصور الأصبحي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص