إهتمام في مرمى عدن
الساعة 04:59 مساءً

تشهده هذه الأيام محافظة عدن من بدء عملية اصلاح وترميم وتجميل لشوارعها وواجهات فراغات بعض أحيائها السكنية، ومن تجديد ورصف للجزر التي تتوسط شوارعها الرئيسة والممرات المخصصة للمشاة الواقعة على جوانبها، ومن تجديد واستحداث لأحواض التشجير، وغرس واستنبات مزيد من نباتات الزينة والظل وتوسيع رقعتها بحيث لا تقتصر على الشوارع الرئيسة أو الحدائق، وإنما تمتد لتشمل الفراغات في الشوارع الفرعية والأحياء. بالاضافة إلى إعادة تأهيل وترميم الجولات والمتنفسات المحاذية والمطلة على أطراف وصفحة مياه البحر المحيط بجزيرة العمال، والممتدة في الوسط ما بينها وبين فندق عدن وجبل حديد والتي كانت أكثر عرضة تقريباً من غيرها للعبث والتشويه والتدمير والاهمال منذ الغزو المليشاوي القبلي الحوثي قبل ما يربو على أربع سنوات ليستمر الوضع على ما هو عليه منذ اندحارهم عن عدن حتى الأيام القليلة الماضية التي شهدت جهوداً وأنشطة تنم عن ارتباط وثيق بها وبأهميتها، وحرص على ان تسترد ما لها من ألق وجمال وحضور، وأن تنفض ما علق وتراكم على كاهلها من غث وغبار وعتمة الإهمال والتدمير والجهل التي تكالبت لتلحقها ظلماً وعدواناً بما تكره وتستطير. اهتمامات وأنشطة وجدت طريقها إلى النور بالتزامن مع تعيين ابن عدن وسليل مشوار تاريخ زهوها وانبعاث تجددها الأخ أحمد سالم ربيع ليكون محافظها. صحيح أن ملف استعادة عدن ملامحها المغرية والجميلة بعد طول اهمال وغياب ليس إلاَّ ملفاً واحداً من جملة ملفات لابد من معالجتها لتعود عدن إلى ما كانت عليه، وبلوغ المراتب التي يراد لها بلوغها كمدينة حضارية مدنية أنموذجية.. ولا شك ان ملف تحسين وتجميل عدن لا يحتل الأولوية وحسب ، بل يعتبر مفتاح العبور إلى فتح الملفات الاخرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لذا فإنه من الرائع الشروع - بهذه الهمة والنشاط - في تجميل وتشجير الشوارع والفراغات وممرات المشاة، وإعادة تأهيل المساحات العامة والمتنفسات وحدائق وملاعب الأطفال، وانتشالها مما اصابها ولحق بها من سطو ومصادرة واغلاق وبناء عشوائي مدمر ومشوه لم يترك اثراً أو جبلاً أو فراغاً أو شاطئاً إلاَّ احاق به وألقى بثقله المرعب والمزعج والمعيق فيه ومن حوله. فشكراً لهذه الجهود التي أمدتنا بالأمل بإعادة توازن علاقتنا بمحيطنا، ومنحتنا الثقة والحق بالإعلان عن كل ما يجيش في صدورنا من آمال وأحلام تجاه مدينتنا الأحب عدن.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص