قراءة في ابعاد وحقائق المشهد السياسي؛
الساعة 08:16 مساءً
ضلت الساحة اليمنيه في النصف القرن الماضي تشهد العديد من الشعارات والايدلوجيات ،فمن الليبراليه الاسلاميه في الاربعينيات الى القوميه والاشتراكيه والماركسيه والاخوانيه والسلفيه الى الوضع الراهن،حيث ظهرت وبرزت ايدلوجيه جديده (الحركة الحوثية)،وتحت كل شعار ايدلوجي فرق متعدده واسماء عديده،تسمو حيناً فتصبح انسانية المنحى وتسقط حيناً فتعود قروية المنطلق،تنفتح حيناً حتى لا تمسك لها طرفاً، وتنغلق حيناً حتى لا تجد لها منفذاً،وقد تأثرت ولا زال بعضها يتأثر بالتغيرات الاقليمية والدوليه والاوضاع الاقتصاديه والسياسية وواقع التجربة العمليه وتطور الوضع الاجتماعي،وبدأت حقائق الحياة العمليه ،والسقوط المريع لكثير من الشعارات وحملتها تجعل الناس تعيد حساباتها ،حتى وان تمسك البعض بشعارة كوفاء لتاريخه الشخصي فإن المنطلق واسلوب العمل قد تغير وتحددت الاولويات واتضحت معالم الاهم من المهم. وهو ما يلاحظ على القوى الاشتراكيه (الحزب الاشتراكي اليمني) بينما ضلت بعض القوى على نفس طريقتها السابقه لا سيما جماعات الاسلام السياسي بالوانها المختلفه..وبالنظر الى اطروحات القوى السياسيه فإن الصراع اليوم ليس ايدلوجياً(ماركسيه ورأسماليه) ولا بين (اسلام وكفر)ولا بين (سنه وشيعه) ولا حتى بين (شمال وجنوب)،،وانما الصراع في جوهره بين قيمتين: القيمة الاولى/تطالب بإيجاد المجتمع المتطور الذي يقوم على النظام والقانون ودولة المؤسسات،ويبنى على العدل والحرية والمساواه والتعدديه السياسيه والحزبيه وتداول السلطه سلمياً واحترام حقوق الانسان.. وتمثل هذه القيمة القوى الحداثيه والتقدميه التي تنتهج العمل السياسي السلمي وتضع برامج وطنيه لانقاذ البلاد.. القيمة الثانيه/تتمسك بقيم الدولة السلطويه والمحافظة على استمرار هيمنة وتسلط الفئة الحاكمه دون ضوابط تحد من قدراتها على التصرف المطلق او تحد من نفوذها ومصالحها المرتكزه على قوة السلاح والقمع .. وتمثل هذه القيمة القوى الانتهازية والنفعية والقوى ذات المشاريع الدينيه الضيقه، والذي ساعد على استمرار هيمنة هذا القوى اليوم هي المؤسسة العسكرية والقبيلة. والتدخلات الاقليميه والخارجيه. الامر الذي جعل هذه القوى محتكرة لادوات التغيير وهي التي تتصدر المشهد السياسي اليوم الذي اوصل اليمن الى هذا المأزق العام.. وعند النظر الى اطراف الصراع اليوم فإننا نجد الغرابه في الامر حيث ان القوى التي تمثل القيمه الاولى (القوى الحداثيه) اختفت عن المشهد السياسي ولم تعد طرف او فاعل رئيسي في المشهد السياسي . وتحول الصراع فيما بين الاطراف التي تمثل القيمه الثانيه( القوى الرجعيه) وساعد على ذلك الدعم الخارجي لا سيما دول الاقليم التي يدعم بعضها طرف وبعضها يدعم الطرف الآخر في ضل وضع مأساوي غير مسبوق يعاني منه المجتمع اليمني برمته ..كل هذه المعطيات والتداخلات الحاصله تصل بنا الى بعض التساؤلات اهمها .حول مستقبل اليمن السياسي حتى في ضل مفاوضات بين طرفي الحرب.. وما هو مستقبل قوى الحداثه (اليسار ) اليمني ؟؟              احمد مسعد الجبلي   
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص