الْمُتَـــأَثْقِفُـــوْنَ.. كَهُــــوّةٍ أطَــــاْحَــــتْ بِهَــــوِيّـــةِ الْثّقَـــاْفَــــةِ.
الساعة 11:11 مساءً
اعتقاد بسطاء الناس أن أي تراكم ثقافي قد يمهّد لعملية اتتقال ثقافي كحراك منتظِم تترتّب عليه نتائج ملموسة فيما يتعلق أولاً بتحريك تروس الوعي الشعبي العام باتجاهٍ مرتفع يلمسه هؤلاء كحالة استيعاب ضمنية فيما يتعلق بمستجدات الحدث الحالي الذي طغت عليه كثيرٌ من الملابسات بل وكثير من الغموض وانتهازيات وحساسيات ليس لها آخر وهو الأمر الذي أحدث شرخاً استيعابياً حتى لدى المحللين سياسيين وعسكرين وغيرهم، بالتالي يتدحرج هذا الاعتقاد البسيط إلى مستويات القبول بأي نمط تثقيفي وإن كان على حساب الوعي الثقافي كمنهجية سلوك وسلوك منهجي وتأهيل توعوي نوعي متجدّد. وبحسب رؤية هؤلاء البسطاء فإن أي ظاهرة صوتية معتمِدة على منهج توصيف ثرثاري انطباعي هي حل كمتاح طالما ولها أجندتها اليومية باعتبارها حالة لكلامية مستهلكة بطرحها الجذاب بحيث تقدم نفسها بديلاً مثالياً وحجتها التّبسّط الخطاباتي ونزولاتها التوصيفية إلى أدنى المستويات المتلقية باستغلال الدافع العام لسد الفراغ الثقافي بأي صورة ممكنة نتيجة لإحباطات الشارع وهزائمه المتلاحقة وإخفافات عامة رافقت مسيرته الميئوسً من أيّ معالجاتٍ لها ما مكّن لهؤلاء من إبراز أساليبهم وآلياتهم وبيانيّتهم وبسطحيتهم ليتوافقوا مع كل حالة محبطة فقط ليملأوا فراغاتً مجدولة لا لأن يصنعوا رأياً مجرداً من فشل اللحظة المثقفة ما أتاح لهم أيضاً من سيطرة إعلامية سياسية أدبية في الأخيرتين يكمن الداء والأخيرة "أدبية" أكثر حساسية لأن الأدب ليس جملة غائيّة أو كاعتراضية أو أخرى في محل رفع أو نصب أو جر أو أخرى بل هي مبدأ له رموزه ونخبته وله حالاته التأدبية الخاصة مَن تمتنع مِن أي صرف عبثي متداول أو مفروغ منه جملة وتأصيلاً سيما حين تدير رحاه حالات أشبه بالمرضية تحضّراً والمنسحبة دياليكتيكياً إلى زوايا الثقافة "الجرائدية" وحجتها أنها واقعية وتفكر بمزاج البسطاء وتطمح معهم بنفس طموحهم المجزأ بين ثقافات لحظية تقودها وسائل إعلام "رأي" وليست "معلومة"، أو ثقافات منابر وعظية ترتكز على الكمية التحصيلية خطابياً وأغلبها غير تشخيصية بصفتها عاطفية غير تقنية بالمعنى الذي يتطلبه الوقت، أو ثقافات المفهوم التعليمي هذه وغيرها كثقافات غير منتقلة "حضارياً" بمعنى أوضح أنها غير تجريبية بحتة تنتج ثقافات المواءمة مدنياً وإنسانياً وتكنولوجياً فهي أحيت طقوساً نمطية غير احترافية في التأهيل الثقافي الأمر الذي وسّع الهوّة للوعي المجتمعي بل أضاف إلى أعبائه أعباء أخرى. فالمثقف مؤتمن بتفهّمه طبيعة التأهيلات الثقافية "غير تقليدية" كمتكفّلة بالإنتاج الثقافي "مضمون، مأمون" معجون بالمعرفة كتبادل مهاري يصيغ تمكيناً مشتركاً ويمنح الجميع استحقاقهم أخلاقياً أدبياً من حرية التعبير والرأي والفن والإبداع ومن العبقرية والحضور وهذا ربما هو الفارق الحساس في أي معنىً للثقافة الإنسانية وما دونها ثقافة كتاتيبية وأربطة أو حوزات وزوايا مغلقة قد تنتج مثقفاً مقولباً وأشبه بقرص مضغوط لا يمكن قطعاَ التعاطي معه فكرياً والتعامل مع بياناته كأي تطور في المعرفة التنويرية أو بإزالة شوائب الاضطراب المدني أو لانحراف "إزميلي" آيدلوجي يدير المعارك الماضاوية بأذهان البسطاء بجلادته المنقطعة النظير معتمداً على الآلهة بثقة انتهازية باعتبارها اللّوجستي كنوع من التدخلات الخارجية. منصور الأصبحي
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص