الرئيس ترامب .. محتار بين العدالة والتجارة
الساعة 11:31 صباحاً
أمريكا دائمآ تقف مع الدول المظلومة وخصوصآ الدول التي تمتلك النفط والمال- يمر الرئيس اﻷمريكي دونالد ترامب هذه اﻷيام بأوقات صعبة وعصيبة وهذا مانراه من خلال موقفه المتذبذب والغير واضحة معالمه تجاه قضية مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية!! لقد أضافت بشاعة الجريمة وما رافقها من ردود الفعل العالمية المزيد من الضغوطات وألقت بظلالها وتداعياتها على الرئيس ترامب وحشرته في زاوية ضيقة لتجبره وهو ليس راضيآ على تحديد موقفه وأتخاذه القرار المناسب أزاها!! أن المتابع الحصيف لمجريات الجريمة النكراء والموقف السعودي الفاضح والمخزي وكذلك اﻹعترافات المتضاربة والعشوائية والغير مقنعة بتاتآ ﻷي شخص عاقل وتجعل كل من يدافع عن السعودية في موقف بايخ وضعيف بالمرة!! أن الخطيئة فعل إنساني ولكن البحث عن التبرير لتلك الخطايا عمل شيطاني.. لذلك يجب علينا أن نكون أكثر وعيآ ومصداقية تجاه هذه الجريمة الشنعاء ولا نصبغها بصبغة إسلامية وأن لا نكرر العبارات الغبية والرعناء التي لا يقبلها منطق ولا عقل أن هذا الفعل هو مؤامرة ضد اﻹسلام وقبلة المسلمين وأن نبرر ذلك العمل القبيح والدنيء الذي شوه اﻹسلام والمسلمين فمن خطط ودبر ونفذ هم أشخاص قادمون من أطهر بقاع العالم أنها أرض الحرمين الشريفين كما لايمكننا تصديق أن قيام فرقة اﻹعدام بتنفيذ الجريمة من ذات أنفسهم دون الحصول على إذن مسبق من اﻷمير الطائش محمد بن سلمان والذي قلته عنه في مقال سابق قبل أن تنكشف خيوط الجريمة أنه حتمآ سيورط السعودية وهو ما حدث فعلآ!! المعروف عن ترامب أفتقاده للدبلوماسية وفن اﻹيتيكيت في مجمل تعاملاته وايضآ لم يستطيع الفصل بين العمل السياسي والعمل التجاري!! ما نشاهده ونلتمسه خلال فترة رئاسته أنه لم يتمكن من خلع عباءة شهبندر التجار ولبس البدله الرسمية الخاصة بالعمل السياسي!! فمن يستمع تصريحاته وترديده لعباراة أن السعودية حليف قوي وإستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة اﻹرهاب والتوسع اﻹيراني في المنطقة سيعرف موقفه من هذه الجريمة البشعة!! هذه اﻷسطوانة المشروخة الغرض منها معروف وهو كسب تعاطف اﻷعضاء في الكونجرس ومجلس الشيوخ كي لا يصوتوا على إتخاذ قرارات ضد السعودية ومنها قرار إلغاء صفقه السلاح المبرمة بين أمريكا والسعودية والبالغ قيمتها أكثر من مليار دولار!! أن السياسات الخاطئة والغبية للسعودية هي السبب المباشر والرئيسي للتوسع اﻹيراني في المنطقة وهذا ما أكده مسؤول رفيع في الحكومة اﻹيرانية عندما قال : { أن السعودية أكبر نعمة أرسلها الله للجمهورية اﻹسلامية اﻹيرانية فهي دائمآ تزرع وتتعب ونحن في اﻷخير من يحصد الثمار }.. وحتى نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني (سابقآ) إسرائيل (حاليآ) يدافع بأستماته عن اﻷمير محمد بن سلمان والحكومة السعودية حيث قال إن استقرار السعودية وبقاء محمد بن سلمان يساعدنا أكثر للوقوف ضد التوسع اﻹيراني!! هناك تنسيق ثلاثي خفي : أمريكي-إسرائيلي-سعودي .. للتصدي ﻹيران كما يزعمون ولكن ما نشاهده على أرض الواقع عكس ذلك تمامآ!! الأدلة كثيرة على صحة كلامي ولكن ليس هنالك مجال لسردها بالتفصيل في مقالي هذا!! لقد تعودنا على صراحة الرئيس اﻷمريكي ترامب وهذا الصراحة قالها وكررها مرارآ وتكرارا من أنه لا ينبغي اطلاقآ إلغاء صفقة السلاح السعودية حتى لا تستفيد من ذلك روسيا والصين!! لذلك من المؤكد أن ترامب سوف يستعين بالمثل العربي الشهير (( الحي أبقى من الميت)) وغريزته التجارية البحتة حتمآ ستنتصر في النهاية على القيم واﻷخلاق والعدالة!!
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص