المخارجة..
الساعة 09:01 صباحاً
من زيك يوم المخارجة (المشاهرة) كان تاريخ 25 من كل شهر كل الناس تتخارج وكانت الدنيا بخير كل واحد يأخد حقه بكل سهوله ويسر صاحب الدكان الشحاري معه لك دفتر مسجل كل ديونك بكل امانه وصدق ولا فيها زياده ولا نقصان وكذا صاحب المقهايه مكرد ابو الفاصوليا وهزاع ابو الروتي كان يجزع بالسيكل (بالباسكيل ) حقه ابو صندوق كان يوضع الروتي داخله وهكذا كانت ايام عدن كلها جميلة كان الناس عايشين في امن وامان وسلام وطمأنينة ورضى وحب واحترام وتعاون والفه بين الجيران وكان كل الناس سواسية كانت اخلاق وتربية وثقافة كل الناس في عدن بمختلف اعراقهم وجنسياتهم ودياناتهم امام النظام والقانون سواء. كان المواطن مطمئن لايشعر بالقلق والخوف من اي شيء لأن الدولة كانت حاضرة بقوة. العلاج في المستشفيات مجان والتعليم كان مجان الدفاتر والسبورات والطباشير والكتب كان على حساب وزارة المعارف ايامنا كنا نحضر الطابور الصباحي وبعدذلك كان الباطواله يوزع لنا اللبن قبل دخولنا الصفوف. كل شيء مؤمن لاغلاء ولا وباء كان السهم الصيد بشلن لافي ميزان ولاغيره كانت يد الصياد هي الميزان وكذا صاحب الخضرة الظرافي والعتمي يباشر بك وأنت عادك بطرف السوق وكل حاجة كانت على الشرط شرط الطعم وبنصف شلن يعبي لك كيس من تلك الأكياس الذي كان يصنعها الهنود شغل يد محلي من اكياس الإسمنت انذاك. كان نظام وترتيب في كل شيء ومع الساعة6مساء كان الشوكي دار يغلق الأسواق ولا يفتحها إلا بعد صلاة الفجر. المهم المخارجة كانت هي مربط الفرس مش مثل اليوم مسكين الموظف يعيش بحالة يجلس شهرين وثلاثه اشهر بلا راتب مش داري فين يودي وجهه من صاحب الدكان وابو الفاصوليا وابو الخضرة وابو الصيد هذا من جانب ومن جانب اخر الغلاء وغياب الرقابة والعملة الطالعه والنازلة وخلوها على الله ماعاد نشتي ننكد عليكم بغياب الأمن بل غياب الدولة واصبحنا وكأننا في غابة القوي فيها يأكل الضعيف. المهم جيبوا لنا المخارجة(المشاهرة) كل شهر بشهره ورجعوا لنا مدارسنا ومناهجنا رجعوا لنا اسواقنا ومستشفياتنا رجعوا لنا شوارعنا. وملاعبنا وحدائقنا رجعوا لنا امننا رجعوا لناعدن الذي ماعرفتوا بقدرها رجعوا لنا الفتنا ومجورتنا وحبنا لبعض وازرعوا المحبه بدل الفتن والأحقاد والفرقه وجزاكم الله الف خير.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص