أنا جاوع
الساعة 12:41 صباحاً
لو ان ثمة ضمير يمتلكه الساسة في اليمن لكفاهم هذا الفيديو ولما احتاجوا شيء قط دونه لمراجعة ضمائرهم .. ولكن هل لايزال لديهم ضمائر؟ لو ان ثمة إحساس يملكه "المتقاتلون" في اليمن بعد مشاهدة هذا الفيديو لوجهوا فوهات بنادقهم صوب أنفسهم على ان يسمعوا مثل هذه الكلمات. 10 ثوان فقط اختصرت المشهد كله في اليمن. قالت مالم يقله الإعلام ولا الساسة ولا منظمات حقوق الإنسان. كانت كافية لتحريك إي ضمير من حجر ، إبكاء أي عين لم تبك قط . كثيرة هي المشاهد في يمن اليوم التي يمكن لها ان تثير الذكريات وتكسوك بالحسرة لحال هذه البلاد التي كانت ذات يوم ما "سعيدة.!. كثيرة هي الصورة وكثيرة هي القصص لكن ثمة مشاهد نادرة جدا، قليلة جدا هي وحدها من تعيدنا إلى كينوتنا الأولى ، إنسانيتنا التي نفتقدها ،بينها هذا الفيديو .. 10 ثوان كافية ان تحرك الضمائر وان توقد شعلة العقل ان وجد وان تحرك الضمير ان كان لايزال حيا. اختصر هذا الطفل بملامحه البسيطة كل شيء في حيتانا ووضع يده على جراح نازفة ومد بكبرياء يديه الصغيرتان وحرك الدموع وجعلها تنسكب . ولم يكن يتحدث عن نفسه لقد تحدث بالنيابة عن 26 مليون يمني!! ونحن فعلا جائعون ، منهكون، معذبون، وتائهون.. وكلا جائعا على طريقته فأنت جائع للقمة العيش وساستنا للضمائر ومغتربونا لريحة الوطن ومظلومينا للعدالة وامهات الشهداء لابنائهن والوطن جائع ايضا يفتقد ابنائه المخلصين. جائعون لإنسانيتنا التي افتقدناها منذ 4 سنوات مضت ويزيد. جائعون في محيط عالم متخم بالسمنة ، وخائفون في محيط عالم مثقل بالأمن ، وتائهون في محيط عالم يغرق في إرشادات السلامة .. "انا جاوع" كلمتان ، اختصرتا المشهد كله في اليمن ، هذا هو اليمن في زمن الحوثي والشرعية والتحالف وهؤلاء هم أطفاله وهذا هو واقعه .. "انا جاوع" في زمن السلل الغذائية والمشاريع الوهمية والإغاثة والأرقام الفلكية التي تتحدث عن إغاثة الشعب اليمني .. انا جاوع ياعالم فهل يسمع عالمكم المزيف هذا صوتي..؟ هل يشعر بي ؟ انا جاوع في زمن شعارات الانتصار على أمريكا وإسرائيل . انا جاوع في الزمن الذي تخلى فيه ساسة اليمن عن مبادئهم ، قيمهم وأخلاقهم وانقسموا مابين شرعية تأوي إلى القصور في عواصم العالم وجماعة متمردة سرقت فرحة اليمنيين وتود ان تعيدهم مكبلين إلى عصور قديمة هجرها التاريخ ذاته.. هذا الطفل وكلماته هذه ستحاكم الجميع ، ستحاكم تجار الحروب ، ستحاكم كل من تعذب بسببه شعب اليمن وأطفاله. ستحاكم كل من صمت تجاه عذاب اليمن واهلها. كلنا جائعون أيها الطفل العزيز النبيل ، العظيم. جائعون حد الفجيعة ، ومن ليس في اليمن بجائع.!؟ . مشردون في بلاد المنفى جائعون ينتظرون لحظة العودة. وجائعون مثلك افتقدوا للقمة العيش الكريمة. وجائعون للأمان . وجائعون للعدالة . وجائعون للدولة .. كلنا جائعون ونشتاق وطنا يأوينا وإياك ، نهتف فيه ذات يوم معلنين شبعا وطنيا وعاطفيا ... ترى هل سيأتي؟ #فتحي_بن_لزرق 3 فبراير 2019
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص