مبارك قطر.. و تباً للسياسية ثم تبا تبا
الساعة 03:52 مساءً
السياسة في أرقى تعريفاتها هي فن الممكن، والسياسة في أبشع صورها هي نوع من أنواع الخساسة، بل هي أعلى درجاتها، فكم من السياسيين الذي قذف بعضهم بعضاً، وشتم بعضهم بعضاً، وقتل بعضهم بعضاً نجدهم في مرحلة من المراحل يتعانقون، ويتصافحون، ومازالت رائحة جثث قتلاهم تجوب المكان. السياسة هي تخريب لكل جميل، فكم فرقت بين هذا الشخص وصديقه، وهذه الجماعة عن الجماعة الأخرى، وذاك البلد عن جاره من البلدان، فبالأمس كانت الدول الخليجية كتلة واحدة، واليوم نراها شذر مذر حتى أن سياستهم قد أتت على جميل الطباع، وحسن الضيافة، وهذا ما تجلى في بطولة آسيا، إذ رأينا كيف كرس السياسيون الكره حتى في لعبة الكرة، لعبة الأخلاق العالية ((كرةالقدم))، ألم يقولوا : إن الرياضة فن وأخلاق؟ فكيف بها اليوم وقد أصبحت الجماهير العربية مشتتة في تشجيعها وفقاً للهوى السياسي، ولليس حباً في كرة القدم، وكرهنا فريقاً تبعاً لكرهنا لساسته، اليوم انقسم الجمهور العربي بين مشجع لقطر، ومبغض للمنتخب القطري، وما السبب لهذا التشتت؟ إنها السياسة الملعونة، فتباً لها ثم تباً تباً، تباً للسياسيين الذين جعلوا من السياسة ميداناً لتصفية حساباتهم. القطريون اليوم احتفلوا وحُق لهم أن يحتفلوا، واحتفل معهم الأبيض والأسود والأحمر من محبيهم في بقاع الله، وسترون السياسة تتدخل في هذا التشجيع، فكل من سيهتف الليلة لقطر سيطلق عليه إخوانياً متعصباً، وكل من يكره الساسة القطريين، فلن يفرح بهذا التتويج. اليوم نقولها وبالفم المليان القطريون شرفوا العرب في هذا المحفل، ودخلوا التاريخ ومن أوسع أبوابه، فتتويجهم مستحق مئة بالمئة، فالهداف منهم، وأفضل دفاع دفاعهم، وأفضل حارس حارسهم. فقطر اليوم كامل من مجاميعه، نعم قطر درة العرب في خليجهم توجت بكأس أكبر قارة بشرية على وجه الأرض، فاليوم هم أسياد الكرة في آسيا. أصرُّ إلحاحاً، وألحُّ إصراراً كما قالها معلق المباراة وأقولها متحدياً القطريون في هذه البطولة أبهروا العالم بمستواهم الجميل والرائع، فتباً للسياسة كيف وقفت في طريق المتعة العربية، ولم تكتمل الفرحة للعرب بسبب خلافاتهم، وتشظياتهم وتبعيتهم لدول الخارج. تباً للسياسة كيف قزمت هذه البطولة، ولم تعطها الزخم الذي كان يفترض أن تكون عليه، في الأخير لا نملك إلا أن نقول مبارك قطر، مبارك للقطري فرداً فرداًً، وتباً للسياسة، وللسياسيين الذين احرمونا المتعة كذلك فرداً فرداً. اليوم العنابي بطل آسيا، اليوم العنابي تسيد القارة الآسيوية، فقطر اليوم هي سيدة العالم العربي رياضياً وإعلامياً، فمبارك لهم، ولنا لأنهم جزء منا، ولكن نقولها لهم خاصة، لأنهم تحدوا الصعاب ونجحوا، فمبارك لهم، وعقبى لكأس العالم.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص