عندما تضع الدجاجة بيضتها تملأ المكان تصويتاً، والناتح بيضة، وعندنا تفقس يمتلئ المكان تصويتاً والناتج يكون كتكوتاً صغيراً يظل يصوت ويصوت، فهذا هو حال الصغار عندما يتبوؤن منصباً، أو يحققون نجاحاً ما، فأنهم يكثرون التصويت، فيظلون يرددون عملنا وفعلنا، ويظلون يكثرون من ذكر ذلك. لا يملك أولئك الذين رصيدهم بيضة إلا التصويت ليسمع بهم غيرهم، وعندما ينظرون لهذه الجلبة لا يجدون إلا بيضة، وإن فقست لا يكون خيرها إلا كتكوتاً صغيراً قد تلتهمه الفئران، وإن طال به العمر، وكبر كان نتاجه بيضه، فهذا هو حال المصوتين ليثيروا جلبة هنا وتصويتاً هناك، لينتشر خبرهم، ويسمع بهم غيرهم، فهم مجرد نكرة بين المعارف. نسمع هذه الأيام عن قيادات كثيرة أثارت بشبحاتها، وأطقمها ومصفحاتها تصويتاً، وتخويفاً، وعند النظر في حالهم وجدنا ثمرتهم مجرد بيضة في عالم الجواهر والألماس، فحصادهم مجرد تفحيط، وقفز على الأرصفة، وتقطيب الوجه، والهدف سوق القات، وإن ابتعد هدفهم قليلاً كان نحو مطعم من المطاعم المتخصصة في المندي والمشوي، والثمرة بيضة. ما أكثر الذين يصوتون اليوم ويثيرون الفزع في قلوب الآمنين بمواكبهم التي تمخر عباب الشوارع والجولات، وخاصة وقت الذروة عندما يكون الموظفون والطلاب قد عادوا من أعمالهم، ومدارسهم، وهؤلاء النكرات قد طاب لهم التجول للاستعراض، والنفخ والفشخرة الكاذبة، والناتج بيضة. تحية لأولئك القادة الذين علموا أن وجودهم هو لخدمة المواطن، وتأمينه، تحية لرجل المرور الذي يقف في الجولات ليسهل حركة المرور، تحية لكل من ساهم ويساهم لعودة عدن، وبقية المدن لسكينتها، ونظامها، وترتيب شوارعها، تحية لتلك القوة العسكرية المتواجدة في شوارع الشيخ عثمان التي جعلت منها مدينة حضرية، وذلك من خلال ترتيبهم لحركة السير في المديرية، وما جاورها، لأن الشيخ عثمان هي ملتقى كل محافظات الجمهورية، لهذا وجب وجودهم فيها، فتحية لأولئك القادة الرجال الذين أثبتوا أن البلاد مازالت بخير، أما أولئك الذين لا هم لهم إلا الاستعراض، فسينقرضون من على سجلات القيادة، لأن صراخهم، وضجيجهم أكبر بكثير من نتاجهم، فنتاجهم مجرد بيضة.