مع الأستاذ بدأت بواكير الكتابة
الساعة 10:01 صباحاً

مات الاستاذ عبد الوهاب عبد الباري ، أستاذ الأدب العربي في ثانوية خورمكسر في الستينات من القرن الماضي ، ورحلت معه سنوات جميلة من زمن غشيه موج لم نكد نستبين منها خط السير .. تكسرت المجاديف .. وأبحرت السفينة بأشرعة محاكة من أبخرة الماء المتصاعدة من أعماق المحيط البعيد . سيرة الرجل مزيج من اللوحة التي رسم بها واقعنا ذات يوم وهو يشرح لنا علاقة الأدب بالعلوم مشبهاً إياها بعلاقة "قلة الأدب" بالضياع . كان يشرح لنا الجناس والطباق والتورية والاستعارة والاستعارة المكنية، وكان لا يحب شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة ، ويفضل عليه مجادلات جرير والفرز ق ، ( أوالئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المحامع ) ... كان يستهويه التشبيه فيقول إن حال العرب منذ أن حولوا الأدب إلى دواوين للترفيه دون الغوص في معنى النص ينطبق عليهم قول الشاعر القديم : كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماء. مع الاستاذ عبد الوهاب بدأت بواكير الكتابة ، وكنا في ذلك أشبه بأطفال يحاولون الوقوف على أقدامهم ليخطون خطواتهم الأولى على طريق طويل ، كانت سخريته من محاولاتنا لا تنته بالاحباط فقد كان لسخريته إيحاءات تحمل أكثر من دليل على التشجيع ولكن بأسلوب مختلف . رحمة الله تغشاك أستاذنا الكبير عبد الوهاب عبد الباري .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص