لأ تجرحوا القلم
الساعة 08:04 صباحاً
الكتابة عن الايجابيات لا تعني أن كل شيء على مايرام، والكتابة عن السلبيات لا يعني هذا أن كل شيء سيء، والكتابة عن الايجابيات ليس بالطبع أن يكون صاحبها مطبلاً، ومتملقاً، والكتابة عن السلبيات لا تعني أن الكاتب مستهدفاً جهة أو شخصاً بعينه، الكتابة تقويم وتصويب، وتعديل سلوك سلبي، وتقويم إدارة فاشلة، وهي كذلك ثناء وشكر لكل من أتقن عمله، فلولا الكتابة لما أتقن عامل عمله، ولما خاف المسؤول من شيء، فالإعلام هو السلطة الرابعة كما يقولون، وهو تنبيه للفاسدين،، وهو وسام على صدور الناجحين، ومن عمل بإخلاص تسيد الإعلام وطار على صفحاته. الكتابة فن راقٍ يعبر عن مكنونات صاحب السطور المنسوجة على صدور الصحف والمواقع، ولا نعني بالكتابة إلا تلك الكتابة التي امتلك صاحبها مهارات الحرف، وفن الصياغة، وروعة التعبير، أما أولئك المخربشون الذين يكتبون وهم لا يمتلكون أبجديات الكتابة الصحيحة والسليمة، ولا يمتلكون فن التعبير، ولا يحسنون السبك، فأولئك حالهم كحال الطفل الذي يلهو بقلمه تارة بشخبطة على الجدران، وأخرى على الأرض، وإذا انتهت حاجته للكتابة، وضعه على حجر وأتى بالأخرى وكسره، لينظر ما بداخله، فلا تجرحوا القلم. اليوم الكل يكتب والكل يوسوس، والجميع يفسبك، ولكن هل كل من كتب على صفحات التواصل كان له مكانة بين أرباب القلم، لا، لماذا؟ لأنه يفتقد لصحة الحرف، وسلامة الكلمة، وانعدم عنده فن التعبير، فالمسكين رأى الناس تخوض هذا البحر فظن نفسه ماهراً في السباحة، وغرق في أول شبر من بحر الكلمات، وجرفته أمواج الحروف، ورمت به بعيداً، فالبحر لا يخوضه إلا الماهرون في كيفية التعامل مع أمواجه، كذلك هي الكتابة لا يمارسها إلا من اعتلى ناصية اللغة، وكان له مهارة في التلاعب بألفاظها، ومخر بسفينته عباب فنها، ليأتي لنا بلآلئ الجواهر الثمينة، فلا تجرحوا القلم، فإنه ثمين، فهو أول مخلوق، ألا يجدر بنا احترامه. لا تستغربوا مما تشاهدونه اليوم من كثرة من يكتب عن نفسه الكاتب الفلاني، والإعلامي العلاني، والصحفي الألمعي، فالتطور الهائل في وسائل التواصل هو الداعي لمثل هؤلاء الأشخاص، لأن يكتبوا عن أنفسهم ذلك، فالمساكين ظنوا أن ظهور صورهم وخربشاتهم على صفحات التواصل يتيح لهم مناطحة مهنة المتاعب، ولم يعلموا أن كتاباتهم أصبحت مثاراً للسخرية بهم بين الناس . لا يعني هذا أن نحتكر الكتابة بين طبقات المثقفين، والمتخصصين في هذا الجانب، ولكن يجب أن يكتب كل إنسان في حدود قدراته اللغوية، والتخصصية، والأخلاقية حتى نتجنب الكثير من الأخطاء، وحتى نعطي الخبز لخبازه كما يقولون، فلو كثر الطباخون عطل المرق، وحتى لا يضيع علينا الصبح من كثرة أصوات الديكة، وسلامتكم.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص