الجواد الخاسر!
الساعة 08:18 مساءً
خسرت من وقتي هذا اليوم 14 دقيقة كاملة للإستماع لحوار مباشر أجراه تلفزيون "ابوظبي" مع مدير امن عدن شلال علي شايع .. 14 دقيقة كانت كافية لكتابة قصة قصيرة او محادثة حسناء تحدثك عن يومها وتلوين أظافرها وما الذي طبخته!!.. أمور كهذه تبدو ذات قيمة مقارنة بما يمكن سماعه من اكاذيب..! وانا استمع لحديث "شايع" عن الوضع الأمني في عدن تبادرت الى ذهني أسئلة كثيرة عما يمكن ان يصف به المؤرخون 3 سنوات من عمل الرجل..! .. هل سيقولون انه كان "فاشل"..!؟ لا اعتقد ذلك فوسم الفشل يبدو غير منصفا مع ماتعيشه المدينة من فوضى! .. لحوارات "شايع" وقع خاص على الكثير من متابعيه فهو يقول أشياء غاية في الغرابة و الطرافة ويستخدم مصطلحات غاية في الإضحاك.. هذا المساء قال الرجل انه سيقوم بتوضيح الموضح..! هل سمعتم قط بجملة كهذه.. توضيح الموضح ، تربيط المربط ، تفكيك المفكك وهلم جرا اردف قائلا انه ضبط اكبر مخزن سلاح حول العالم.. هل سمعتم اكبر مخزن سلاح حول العالم.. ياللهول..! وفي "عدن"وحدها يسمع الناس على لسان مدير امنها أشياء اكثر غرابة حول العالم. اكبر مخزن سلاح .. اخطر خلية إرهابية .. اكبر واخطر وأوسع وأفضل .. ويسمع الناس أشياء كثيرة لكنهم حينما يطلًون من نوافذ منازلهم يرون الأشياء معكوسة ففي عدن ففيها اخطر وأسوأ وأتعس وأبشع مايحدث من جرائم حول العالم... 3سنوات في عدن لم يجن الناس شيء سوى أحاديث إعلامية وأفلام سينمائية وروايات لأناس ذو خيال خصب أما الواقع فهو أسوأ مايكون .. في عدن وحدها تحدث الأشياء الغريبة من قبيل انك تُسجن لثلاث سنوات دونما تهمة فيتحدث مدير الأمن عن نظافة الزنزانة التي يعتقلونك فيها ويعدون ذلك انتصارا ساحقا ماحقا. قبل أسبوع كان "الأتراك" في عدن ويبدو أنهم سيسجلون حضورا حقيقا في المدينة مثلما سجلوه في الصومال وغيرها . وفي معركة "الإمارات" التي نحبها لن تنتصر هذه القوة المثيرة للإعجاب بشخوص كشايع وغيرهم .. أبدا .. هل يدرك "الاماراتيون" ان خوض صراعا ضخما مع قوة عالمية كتركيا باحصنة عرجاء وهزيلة طريقا سريعا للخسارة .. هذه "الكراكيس" المنتشرة على طول خارطة الانتشار في عدن لن تصنع مجدا لأحد ، لان الأمر وببساطة يأتي المجد من عقول الناس وأفكارها وقيمها لا من ألسنتها وهم اعجز ان يتحدثون بطلاقة حتى بألسنتهم .. لن يتغير شيء في العام 2019 ، سيظل الفشل هو الفشل والفوضى هي الفوضى ولا شيء غير ذلك..
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص