الوجه العولمي للحروب والإنقلابات
الساعة 10:00 مساءً
ليس ثمة مايثير العجب جراء ماتزخر به مكونات النظام العربي الإسلامي بحجم كبير من اللايقينيات حول امور وطنية وقومية وأقليمية عديدة يصعب التكهن بها والحكم عليها بشكل نهائي وقاطع بل وكثيرا ماتكون غير مفهومة ولذا فإن الوصول الى الوطن في اي قطر عربي مكلف وارتفاع هذه الكلفة تضخ بها دوافع متداخلة لايستهان بها من الديني والسياسي والإجتماعي والإقتصادي وماإلى ذلك ' دوافع تتجاوز حدود المنطق والمألوف وتخفّض انبعاث الأمل كأولوية للأغلبية العظمى من الشعب . ظواهر عديدة وحوادث تجيز هذه المعضلة وسوق امثلة عليها اعتقد انها تستغرق عملية توثيق مجمل الحالة التي تمضي عليها أجندة الأطراف المتصارعة في كتاب يتضمن شبكة متداخلة لرحلة حرب مستدامة ' مُنيت بها بلدان ثورة الربيع العربي التي تمخض عنها ثنائية شرعية وطنية ومكونات ممانعة وإنقلابات افرزتها الثورات المضادة ' والدليل بأن مقاومة الإنقلابات على شرعية الدولة الوطنية وكأنها رقص بالقيد محصورة بضغوطها المختلفة ' كما ان حلم الشعب العربي في استعادة دولته الوطنية على الأقل يظل بسبب إرث واضعي أحكام وقواعد هذه الحروب وقوانينها اللاإخلاقية ' يظل تابعا وظلا لمثال هستيري يرفض ان يُعَرِّف الثقافة الوطنية كمدخل رئيسي لفهم الحالة الوطنية وإستيعاب مدخلات ومخرجات الحالة الوطنية العامة ورفض كل ماهو استراتيجي لازم لوضعه على اطريق الإنتصار للوطن. ولهذا كله فإن تيار الإستهلاك السياسي الديني العولمي بات يمثل اليوم نوعا من التمييز الخفي عبر تكريس خلط الأوراق في سياق التمييز الطائفي الفج الذي يأبى الحضور الجدلي للدولة الوطنية ليس فقط على مستوى الشارع الإجتماعي والثقافي بل على كل المستويات الحياتية للأوطان المصابة بداء إرث الدوائر المفرغة من الأدب والإخلاق السياسي بعد ان سحب الإسلام السياسي البساط من تحت أرجلها. والمهم هنا هو انه مالم تعد حل مثل هذه المسائل كأهداف استراتيجية للدولة الوطنية وغضبا مصوبا للإتجاه الخطأ وليس التصنع وإهدار الوقت غضب يجب ان يكون كما يليق بالموقف الوطني ' فإن الإصدار الجديد سيظل الحافز الأقوى لتدعيم طاقة السلالات الكهنوتية كأقرب الطرق وأقصرها ' لتشكل جسرا ثقافيا فعليا بينها وبين الوجه الأبشع للعولمة الأمبريالية الهادفة الى مصادرة حقوق الشعوب التي يرفدها طابع الحوار السياسي الوطني والتاريخي والإستراتيجي والفكري لكونه يبتعد عن المهاترات لصالح الحجج الرصينة خلال التفكير في مستقبل الأوطان في المنطقة العربية.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص