فرسان الشرعية
الساعة 12:53 صباحاً
في زيارتي الأخيرة إلى الرياض نزلت بفندق اسمه برج رافال ، وصلت الفندق وبعد ساعة كان العزيز سامي حروبي يسألني عبر الواتس أين نازل لكي يمر لي؟. بعد ساعة كان "حروبي" وصهيره بصالة الاستقبال . بعد دقائق كانت السيارة تسير مسرعة على طول طريق الملك فهد جنوبا. حروبي واحد من إعلاميي الشرعية الذين خاضوا حربا ضروسا على كافة القنوات ووسائل التواصل الاجتماعية دفاعا عن الرئيس هادي وقام بما لم يقم به مسئولي وزارة الإعلام اليمنية مجتمعون . اعترف انني كنت اتوقع ان يستقبلني الرجل بسيارته الفارهة ويأخذني الي حيه الراقي الذي يسكنه. انطلقنا فوق سيارة محطمة قادها حروبي جنوب الرياض وصولا إلى حي محطم وبائس . اشار بيده إلى مدخل الحي وقال :" انا اسكن هنا وهو خليط من البنجلاديشيين والافارقة ومجهولي الهويات. حينما ترجلنا قال لي حروبي :" انتبه لجوالك .. الحي ملي باللصوص الذين يسرقون الهواتف بدراجات نارية. في منزله المتواضع جلسنا نتحدث سألته عن احواله ووجدتها في اسوأ مايمكن لانسان ان يتوقعه أو يتخيله.. يدافع حروبي عن حكومة الشرعية دون ان يكون له منصب فيها ، بينما تزخر وزارة الاعلام الشرعية بعشرات المناصب للكثير من الهلافيت الذين يقفون أمام المحاسب المالي نهاية كل شهر ليتقاضوا مرتبات لاتقل عن 5 الف دولار شهريا لكن ايا منهم لايكلف نفسه كتابة بوست واحد يقول فيه :" شكرا ياهادي .. ليس لاجل هادي ولكن لاجل الـ 5 الف دولار.. تحترم الشرعية فقط من يتبول في وجهها .. هذه العبارة يجب ان تدون على واجهة مكاتب قياداتها. ونحن نهم بتناول العشاء في منزل "حروبي" قلت له :" من يراك وانت تحارب على كافة الجبهات دفاعا عن الشرعية يظنك احد مسئوليها. بحسرة قال :" والله ياخي اننا ندافع دفاعا عن الرئيس عن اقتناع بصدقه ،والله يعلم بالحال.. لايحتاج المرء لمعرفة فيما اذا كان "حروبي" يتقاضى شيء يذكر من حكومة الشرعية فوضعه اشد من بائس..! قلت لسامي جادا:" لماذا لاتتواصل مع عيدورس الزبيدي ..!؟ ضحك سامي ولم ينسب ببنت شفة . اردفت قائلا :" تواصل معه فالرجل شهم ونبيل ولايخذل رجاله أبدا .. صمت "سامي" والتزمت انا صمتا طويل طويل .. عدت من الرياض يومها ومنذ ذلك الحين ظللت اراقب الرجل وهو لايزال يخوض معركته هذه ،الغريبة العجيبة وكل ماقرأت تعليقا لاحدهم يخاطب "حروبي" بان أموال الشرعية لن تنفعه تدحرج شريط تلك الليلة الباردة أمام عيني .. في اليمن ثمة قصة يجب ان تروى عن رجال "هادي" الذين قتلهم الخذلان ، عن الرجال الذي يحاربون نيابة عن الدمى التي تأكل الاموال .. عن مئات موظفي الشرعية الذين يأكلون اموالها ولايدافعون عن قياداتها . تذكرتي صديقي "حروبي" هذا المساء وانا اراجع قائمة اسماء كثيرة من رجال الشرعية الذين تساقطوا واحدا تلو الاخر . لم تكن هذه المنظومة جاذبة لاحد قط ، كثيرون حاولوا النهوض بها لكنها كانت سرعان ما تتهاوى والسبب خذلان الرجال للرجال .. للرئيس هادي محبة في القلب (كبيرة) لكن طريقة إدارة طاقمه لمعاركه السياسية تبدو اعجز من ان تصفها الكلمات .. اسوأ مافي الحياة الرهانات الخاسرة والضيقة .. مساءكم سعيد.. فتحي_بن_لزرق 2يناير 2019
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص