يا رب خارجنا من امهبلان..
2018/12/24
الساعة 08:25 صباحاً
تسيد المشهد السياسي، والأمني، والعسكري في عدن الكثير من الخجفان الذين ما صدقوا أنهم وصلوا إلى هذه الأماكن، بل لم يكونوا يحلمون بها حتى في أحلامهم الليلية، ولا حتى في أحلام اليقظة، بل أنهم كانوا يمرون بجانب المرافق التي هم اليوم فيها، فينظرون إليها، ولا ترتقي أمنياتهم أن يدخلوها مجرد الدخول.
اليوم تسيد الخجفان المشهد وعاثوا في الأرض الفساد، قتل وبسط ونهب، وكل سلبيات الخجافة حقهم حتى أن ثقافة الشعب بدأت تتغيير، فالمثقفون وشرائح المجتمع المتنورة يممت مرافقهم، ودواوينهم، وبيوتهم ومقراتهم، وصدق الأخجف ماهو فيه، وذاع صيته، فمبرزه الكل يحضره، وهو يتوسط المجلس كالثور المعلوف، تدلت كرشه، وتغيرت ملامح وجهه، وأخذ يغير في نبرات صوته، حتى يشبه المسؤول، وهو في حقيقة الأمر لا يتعدى أن يكون مجرد قرار لو سُحِبَ منه هذا القرار والمنصب، لانفض الناس من حوله.
يا رب خارجنا من الهبلان، والخجفان الذين صدقوا أنهم يقودون الوطن، ويحمون حماه، فلم تعد تسمع إلا عن حديثهم عن بطولاتهم الوهمية، وحقيقة بطولاتهم هي في البسط عن أرضية هنا، وتهديد المساكين هناك، ويا ويل الناس من الأهبل والأخجف لو صدق أنه صار مسؤولاً.
عملت جولة في الحبيبة عدن، فوجدت عند كل مدخل، وعند كل فتحة الفتحات سور من الخرسانة تغلق الطرقات، وكلما سألت لماذا هذه الخرسانة هنا؟ قالوا هذا بيت البطل فلان الذي لم يشارك عندما حمي الوطيس، ولكنه تسيد الموقف عندما حان تقسيم الشبحات والمناصب، والخرسانة، فأخذ له قراراً، ومنصباً، وعدداً من الشبحات، وفلة محاطة بسور، ومخصصات وصرفيات، وديوان كبير يقصده الجميع، وصدق الأخجف نفسه وكل يوم يفحط بشبحاته، ليغزو هنا وهناك للبسط والهنجمة، ثم العودة إلى مخدعه، ليمضغ وريقات القات ويأكل، ويشرب، ورجال الوغى في جبهاتهم يحمون الثغور، فعدت حزيناً وأنا أردد: يا رب خارجنا من امهبلان
إضافة تعليق