إتفاق الحديدة .. الحوثي يسقط الشرعية من الجولة اﻷولى!
الساعة 01:07 صباحاً
مع إنتهاء الجولة اﻷولى من المشاورات اليمنية بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي اﻹنقلابية والتي عقدت في مملكة السويد مطلع هذا الشهر وبحضور الوفدان والذي يعتبره الكثيرين خطوة طيبة لحلحلة اﻷزمة التي طالت وأصبحت مع مرور الوقت أكثر تعقيدآ!! لقد توقعت مسبقآ بإن جماعة الحوثي ستكسب الجولة اﻷولى وبالضربة القاضية، هذا النصر ظهرت بوادرة باﻷفق منذ البداية عندما تم تسميتهم من قبل المبعوث اﻷممي غريفيث بوفد صنعاء وهذه التسمية لم تأتي من فراغ وكذلك تم حذف كلمة اﻹنقلابيين عن الحوثه في هذه المشاورات وإطلاق تسمية شاملة للكل بطرفي النزاع في اليمن!! فمنذ قرابة اﻷربعة أعوام والحوثي داخل اليمن بينما الرئيس الشرعي وحكومته الموقرة كانوا وإلى وقت قريب جدآ في فنادق الرياض هذه الوضعية الغريبة والعجيبة لحكومة المهجر كانت العامل المهم والرئيسي في ترسيخ دعائم جماعة الحوثي في اليمن بينما أفقد الحكومة الشرعية الكثير والكثير من الكبرياء ووضعتها بموقف ضعف من خلال عدم إمكانيتها إدارة شؤون البلد من داخل المناطق التي تحت سيطرتها!! لقد تعاقب على ملف اﻷزمة اليمنية ثلاثة مبعوثين من اﻷمم المتحدة وخلال فترة عملهم كانوا يذهبون إلى صنعاء عاصمة اليمن للتباحث مع اﻹنقلابين بينما كان يتوجب عليهم السفر إلى السعودية للتشاور مع الحكومة والرئيس الشرعي!! اﻷمم المتحدة والمجتمع الدولي دائمآ يبنون أفتراضاتهم وينظرون إلى القوة الفاعلة والباسطة على اﻷرض ولا ينظرون إلى فئة الفنادق السياحية في الرياض حيث كان المقر الرسمي والدائم للحكومة الشرعية وهل هي فنادق من فئة الخمسة نجوم أم لا .. وهل شبكة الواي فاي في هذه الفنادق مجانية أو بفلوس!! أن أصرار جماعة الحوثي على خروج المصابين التابعين لهم للعلاج خارج اليمن ورضوخ اﻷمم المتحدة والحكومة الشرعية يعطي لكل متابع لبيب الصورة الواضحة لهذه المشاورات .على قول المثل المصري الشهير (الجواب باين من عنوانه) في أعتقادي أذا كانت إستمرت معركة الحديدة فترة بسيطة فحتمآ كانت ستؤدي بالنهاية إلى سقوط المدينة بيد قوات المقاومة الجنوبية التي تحارب بكل عزيمة وإصرار لا يلين من أجل إعادة الشرعية المغتصبة!! كل المعطيات أمامنا تؤكد بما لا يدع مجاﻵ للشك بإن المشاورات في السويد كانت بمثابة طوق النجاة وحفظ ماء الوجة للحوثي مع بقاءه كقوة مسلحة لايمكن تجاوزه مستقبلآ وكذلك شرعنة إنقلابه وإعطاءه صك شرعي ليكون طرف أساسي في أي تسوية سياسية قادمة وبغطاء دولي!! أن الدول التي أختارت اليمن كساحة لتصفية حساباتها (السعودية-إيران ) قد وصلت إلى قناعة تامة بإستحالة الحسم العسكري في اليمن وأرتضوا أخيرآ بالحل السياسي وهذا ما ألتمسناه من خلال تصريحات المسؤولين الكبار في كلا البلدين ومباركة نتائجه وحث اﻷطراف المتنازعة على مواصلة المباحثات التي من شأنها التوصل إلى حل شامل ينهي بموجبه هذه الحرب العبثية التي أنهكت اليمن أرضآ وإنسانا!! من كان يعتقد أن الحكومة الشرعية حققت مكاسب في السويد فهو كاذب ومتوهم فمعركة الحديدة والتي تم الحشد لها بشكل كبير وسقط من أجلها مئات الشهداء واﻷف الجرحى للسيطرة عليها وكذلك على مينائها اﻹستراتيجي بأت بالفشل ومطالبة الحكومة الشرعية مرارا وتكرارا بإدارة شؤون الميناء ذهبت أيضآ هي اﻷخرى أدراج الرياح، فيما جماعة الحوثي ستستلم حصتها من عائدات الميناء بكل سهولة ويسر وبطريقة شرعية وبمباركة وغطاء دولي!! سيتم فك الحصار المفروض على المدينة وكذلك سيتم فتح طريق صنعاء-الحديدة الحيوي تحت ذريعة مرور القوافل اﻹغاثية وقطعآ هي لفائدة جماعة الحوثي الذي تستطيع بعد ذلك سحب مقاتليه وتعزيزها لجبهات أخرى بدون إستهدافها من قبل طيران التحالف والمقاومة الجنوبية!! التنازلات التي قدمتها الحكومة الشرعية وهي الطرف اﻷقوى تجعلنا نستغرب كثيرآ عن ماهي الفوائد التي كسبتها مقابل ذلك؟! يتبقى اﻵن النوايا الصادقة لجماعة الحوثي وكذلك دور اﻷمم المتحدة والدول الراعية ﻹنجاح هذا اﻷتفاق من خلال العمل الجاد على تحويل اﻷقوال إلى أفعال إذا عرفنا أن مليشيات الحوثي خرقت الإتفاق 62 مرة منذ تطبيقه يوم الثلاثاء الماضي وبدون أن نشاهد أي تحرك دولي أمام تلك الخروقات وهذا يؤكد أن الحوثي أسقط الشرعية من الجولة اﻷولى وإن بنود المشاورات في السويد والتي تم اﻹتفاق عليها ليست سوى حبرآ على ورق!!
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص