

كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال دان كين، خلال إحاطة سرية لأعضاء مجلس الشيوخ، سبب عدم استخدام القنابل الخارقة للتحصينات في الهجوم الأمريكي الأخير على منشأة أصفهان النووية في إيران.
وأوضح كين أن العمق الكبير الذي تقع فيه المنشأة تحت الأرض جعل استخدام هذه القنابل غير فعال، مرجحًا أن الضربة لن تحقق الهدف المطلوب في مثل هذا الموقع المعقد.
وقد شارك في الإحاطة كل من وزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، حيث تم استعراض تفاصيل الضربات التي استهدفت مواقع نووية إيرانية.
ووفقًا لمصادر نقلت عنها شبكة CNN، فإن قاذفات B2 الأمريكية استخدمت أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات لضرب منشأتي فوردو ونطنز النوويتين، بينما استُخدمت صواريخ توماهوك فقط ضد منشأة أصفهان، أُطلقت من غواصة أمريكية.
وأشار السيناتور الديمقراطي كريس مورفي إلى أن بعض قدرات إيران النووية "مدفونة تحت الأرض بعمق يصعب على أي قصف الوصول إليها"، محذرًا من قدرة طهران على إعادة تجميع برنامجها في أماكن غير مكشوفة للقدرات الأمريكية.
وبحسب تقييم أولي صدر عن وكالة استخبارات الدفاع، فإن الضربات لم تُدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي، بما في ذلك اليورانيوم المخصب، وقد تكون أخّرت البرنامج الإيراني لأشهر فقط، في ظل معلومات ترجح نقل طهران بعض المواد إلى مواقع أخرى قبل الضربة.
وتجنّب المسؤولون الأمريكيون الرد على تساؤلات المشرعين حول الموقع الحالي لمخزون اليورانيوم المخصب، بينما نفى الرئيس السابق دونالد ترامب، يوم الجمعة، نقل أي مواد من المواقع الثلاثة قبل العملية العسكرية.
وفي تعليقات أعقبت الجلسة، أقر نواب جمهوريون بأن الضربات لم تستهدف القضاء الكامل على المواد النووية، بل ركزت على تدمير البنية التحتية للبرنامج، حيث صرح النائب مايكل ماكول:
> "اليورانيوم لا يزال في المنشآت، لكن المهمة لم تكن تهدف إلى القضاء عليه بالكامل، بل إلى تقييد القدرة على استخدامه".
من جهته، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام:
> "تم تدمير المنشآت، لكن لا أحد يعرف تحديدًا مكان وجود نحو 900 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب. ومع ذلك، فإن المواقع لم تعد صالحة للاستخدام في الوقت القريب".
ووفقًا لمصادر الاستخبارات، فقد تضررت الهياكل فوق الأرض في المواقع الثلاثة بدرجات متفاوتة، ما قد يعوق إيران عن الوصول السريع إلى المواد المتبقية.
ورغم ذلك، حذّر مورفي من أن إيران لا تزال تمتلك القدرة الفنية والخبرة لإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة، قائلًا:
> "ما لم يتم تدمير المواد وأجهزة الطرد المركزي، فإننا لم نؤخر سوى الوقت، لا الخطر".