اقدمت الولايات المتحدة الامريكية، في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، على الانسحاب أمام تصاعد الهجمات الايرانية باعداد كثيفة وجديدة من الصواريخ والطائرات المسيرة على الكيان الاسرائيلي، ردا على تواصل قصف الكيان الاسرائيلي ايران منذ فجر الجمعة (13 يونيو).

أعلن هذا رسميا، سفير الولايات المتحدة الامريكية المعتمد لدى الكيان الاسرائيلي في مدينة القدس الخاضعة للاحتلال، مايك هاكابي، مساء الاربعاء (18 يونيو)، وقال: إن "السفارة الامريكية تنظم إجلاء الأمريكيين الراغبين في مغادرة إسرائيل برحلات جوية وبحرية".

وسبق اعلان السفير الامريكي لدى الكيان الاسرائيلي اغلاق السفارة الامريكية في القدس المحتلة، وصفه السبت (14 يونيو) أول ايام الرد الايراني على القصف الاسرائيلي لايران، بقوله: "كانت ليلة قاسية في إسرائيل واضطررت للذهاب إلى الملاجئ خمس مرات خلال الليل".

بالتوازي، تراجعت الولايات المتحدة الامريكية عن ارسال حاملة الطائرات الامريكية يو إس إس فورد إلى الشرق الاوسط، وقال مسؤول امريكي لشبكة قناة "فوكس نيوز" الامريكية: "سننشر حاملة الطائرات فورد بالقيادة الأمريكية الأوروبية ولا خطط لإرسالها للشرق الأوسط".

جاء هذا التراجع الامريكي، بعدما كانت اعلنت شبكة (CNN) الاخبارية الامريكية، صدور اوامر ارسالها، وتأكيد مسؤول امريكي لقناة "الجزيرة" مساء الاربعاء (18 يونيو): أن "حاملة الطائرات فورد تنضم قريبا  إلى الأسطول السادس في المتوسط وفق جدول مسبق".

ورد المرشد الاعلى للثورة الايرانية، علي خامنئي، على تهديدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بتدخل امريكي، ودعوته "الشعب الايراني الى الاستسلام". بقوله في رسالة بثها التلفزيون الايراني: "العقلاء الذين يعرفون إيران والشعب الإيراني وتاريخه لن يخاطبوا هذا الشعب أبدًا بلهجة تهديد، لأن الشعب الإيراني لا يستسلم".

مضيفا: "أدلى الرئيس الأمريكي بتصريحات غير مقبولة بدعوته الشعب الإيراني علنا إلى الاستسلام، لكننا نقول لهم: إذا كنتم ستهددون، فهددوا من يخشى التهديدات". وشدد أن بلاده ستقف بحزم ضد أي سلام يُفرض عليها مثلما تقف بحزم ضد حرب مفروضة عليها، مضيفًا: "هذا الشعب لن يستسلم في مواجهة الإملاءات".

واعتبر خامنئي أن "تدخل الأمريكيين في الهجمات ضد إيران دليل على ضعف النظام الصهيوني وعجزه". وخاطب ترامب: "على الأمريكيين أن يدركوا أن أي تدخل عسكري سيُلحق أضرارًا لا يمكن تلافيها". في اشارة إلى ما سبق ان لوحت به طهران باستهداف القواعد العسكرية والمصالح الاقتصادية الامريكية في المنطقة.

إلى ذلك، تتواصل منذ ليل الجمعة، الهجمات المتبادلة بين ايران والكيان الاسرائيلي، ودوي انفجارات هائلة، واندلاع حرائق واسعة، وانهيار مبان ومقرات، في الكيان الاسرائيلي، بصواريخ وطائرات مسيرة ايرانية، يتوالى اطلاقها على الكيان وقواعده العسكرية ومقرات حكومته بما فيها مقرات الاجهزة العسكرية والامنية والبحثية.