

أجرى فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي ، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الجمعة، اتصالًا هاتفيًا مع فخامة إسماعيل عمر جيله ، رئيس جمهورية جيبوتي، لمناقشة العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات الثنائية: تأكيد على الروابط التاريخية والدعم المتبادل
خلال الاتصال، أعرب الرئيس العليمي باسمه ونيابة عن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، عن "بالغ التقدير لمواقف الإخوة في جيبوتي إلى جانب الشعب اليمني وقيادته الشرعية"، مشيدًا بالتسهيلات الكريمة التي تقدمها جيبوتي للمواطنين اليمنيين المقيمين أو العابرين عبر أراضيها.
وأكد أن هذه المواقف تجسد "الروابط التاريخية والأخوية الراسخة بين الشعبين الشقيقين" .
من جانبه، جدد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله التزام بلاده بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، مشددًا على "موقف جيبوتي الثابت إلى جانب الشعب اليمني وتطلعاته في الأمن والاستقرار والسلام" .
كما شدد على حرص بلاده على "تعزيز التنسيق الثنائي لمواجهة التحديات المشتركة" ، واستمرار تقديم كافة التسهيلات الممكنة للرعايا اليمنيين.
السياق الإقليمي: تعاون في مواجهة الأزمات
تأتي المكالمة الهاتفية في ظل استمرار الأزمة الإنسانية والسياسية في اليمن، حيث تواجه البلاد أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب المستمرة منذاكثر من عشر سنوات جراء الانقلاب الحوثي، إضافة إلى التحديات الاقتصادية والصحية.
وتلعب جيبوتي دورًا محوريًا في دعم اليمنيين، سواء عبر تسهيل حركة التنقل أو المساهمة في المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل موقعها الجغرافي الاستراتيجي القريب من البحر الأحمر.
وتزامن الاتصال مع تصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، والتي قد تؤثر على أمن البحر الأحمر والمنطقة بأكملها.
وتشير تصريحات الرئيسين إلى أهمية تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك دعم الحل السياسي للأزمة اليمنية.
التطلعات المشتركة: تعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني
على الصعيد العملي، تُعد التسهيلات التي تقدمها جيبوتي للمسافرين اليمنيين، مثل الإعفاءات من تأشيرات الدخول أو تسهيل عبور المواطنين، خطوة مهمة لتخفيف المعاناة الإنسانية.
كما يمكن للتعاون بين البلدين أن يمتد إلى مجالات الطاقة والتجارة والبنية التحتية، خاصة مع حاجة اليمن الماسة إلى استعادة الاقتصاد وتحسين الخدمات الأساسية.
ترسيخ شراكة استراتيجية إنسانية وسياسية
يعكس هذا الاتصال العلاقة الأخوية المتميزة بين اليمن وجبوتي، والتي تتجاوز كونها مجرد شراكة دبلوماسية إلى إطار التضامن الإنساني والسياسي.
وفي ظل الأزمات المتراكمة التي تواجهها اليمن، يُعد دعم الدول الشقيقة مثل جيبوتي عاملاً حاسمًا في الحفاظ على تماسك الدولة وشعبها، ودفع عجلة الحل السياسي الذي يوقف الصراع ويبدأ مرحلة إعادة الإعمار.