

كشفت مصادر محلية في العاصمة المؤقتة عدن عن تعرض ضابط بارز في إحدى التشكيلات الأمنية للاغتيال، مساء الثلاثاء الموافق 10 يونيو، حيث عُثر على جثة العقيد علي الملوي الجحافي في منطقة الوالي، بعد ساعات من مقتله، إثر تعرضه لطعنات متعددة وضربات عنيفة.
وأكدت المصادر أنه تم نقل الجثة إلى أحد المستشفيات الخاصة، قبل إحالتها إلى الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة. وأشارت إلى أن العقيد الجحافي كان يشغل منصبًا أمنيًا حساسًا، وساهم في إعداد وتطوير خطط أمنية في عدن.
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد أعمال العنف، حيث تعتبر ثاني جريمة اغتيال تستهدف ضباط أمن خلال أسبوع، بعد العثور على جثة ضابط آخر قبل أيام في منطقة مختلفة من المدينة، دون أن تتوصل التحقيقات إلى هوية الفاعلين.
وأثارت الجريمة حالة من الصدمة والاستياء في أوساط المواطنين، الذين عبّروا عن قلقهم من استمرار الانفلات الأمني في المدينة، في ظل سيطرة قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتيًا، منذ أغسطس 2019.
وتزامن اغتيال العقيد الجحافي مع إعلان وفاة الناشط السياسي أنيس الجردمي، مساء الاثنين 9 يونيو، في أحد المستشفيات بعد تعرضه للتعذيب، حيث أفادت مصادر حقوقية أنه نُقل في حالة حرجة من أحد سجون "الحزام الأمني"، التابعة للمجلس الانتقالي.
وتعيش العاصمة المؤقتة عدن، إلى جانب محافظات جنوبية أخرى، أوضاعًا أمنية مضطربة وسط تقارير متزايدة عن انتهاكات حقوق الإنسان، والاختفاء القسري، والاعتقالات التعسفية، وغياب المحاسبة القانونية للجناة، خاصة المنتمين لتشكيلات أمنية غير خاضعة لسلطة الحكومة الشرعية.
كما تتواصل التقارير عن فرار مسؤولين أمنيين في "الانتقالي" متهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة، أبرزهم رئيس الدائرة الأمنية أحمد حسن المرهبي، وقائد ما يسمى "قوات مكافحة الإرهاب" يسيران المقطري، في ظل تفاقم الاحتقان الشعبي والقبلي، وغياب الحلول المؤسسية.
يُشار إلى أن الإمارات دعمت بشكل مباشر تأسيس ودعم عشرات الألوية المسلحة جنوب البلاد، منذ تدخلها العسكري ضمن قوات التحالف العربي، ما ساهم في تنامي نفوذ المجلس الانتقالي، وتفاقم الانقسامات والانتهاكات في المناطق التي يسيطر عليها.