

شهدت عدة مدن حول العالم، اليوم الأحد، احتجاجات جماهيرية حاشدة وغير مسبوقة رفضًا للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي والمطالبات العاجلة بوقف الحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
المظاهرات، التي اجتاحت شوارع عشرات العواصم والمدن الكبرى، كانت الأكبر من نوعها منذ سنوات، حيث ندد المتظاهرون بالمجازر التي ترتكب بحق المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، وحملوا الحكومات الغربية المسؤولية عن دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا.
1500 مظاهرة في الولايات المتحدة وحدها
شهدت الولايات المتحدة موجة غضب غير مسبوقة، حيث خرجت نحو 1500 مظاهرة في جميع الولايات الأمريكية، من واشنطن، إلى نيويورك، إلى كاليفورنيا وشيكاغو، رافعةً شعارات تطالب الإدارة الأمريكية بوقف تسليح إسرائيل ووقف تمويل العمليات العسكرية.
كما شملت الاحتجاجات انتقادات لاذعة لسياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والملياردير إيلون ماسك، حيث اتهم المحتجون الطرفين بدعم الاقتصاد الإسرائيلي، والمساهمة في استمرار الحرب.
المظاهرات في نيويورك وواشنطن شهدت مشاركة عشرات الآلاف من النشطاء والسياسيين والمشاهير، الذين رفعوا أعلام فلسطين ورددوا هتافات تطالب بإنهاء العدوان ووقف تهجير الفلسطينيين.
مظاهرات ضخمة تجتاح أوروبا والعالم العربي
في أوروبا، خرجت مسيرات مليونية في لندن، باريس، برلين، مدريد، أمستردام، روما، ستوكهولم، وفيينا، حيث رفع المتظاهرون أعلام فلسطين، وهتفوا بشعارات تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائيل ووقف التعاون العسكري والتجاري معها.
أما في الشرق الأوسط والعالم العربي، فقد شهدت المغرب، تونس، الجزائر، الأردن، مصر، لبنان، العراق، واليمن مسيرات ضخمة طالبت الحكومات بموقف أكثر حزمًا ضد العدوان الإسرائيلي، وإجراءات عملية لدعم الفلسطينيين، بما في ذلك وقف التطبيع وقطع العلاقات مع إسرائيل.
وفي آسيا، كانت هناك مظاهرات ضخمة في كوريا الجنوبية، اليابان، الهند، وإندونيسيا، حيث أظهرت الشعوب دعمًا واضحًا لغزة، وطالبت بإنهاء الحرب فورًا.
دور الحوثيين في تعبئة الشارع العربي والإسلامي
جاءت هذه التحركات الشعبية الواسعة بعد دعوة عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله في اليمن، الذي دعا الشعوب الإسلامية والعربية إلى الخروج والتنديد بالجرائم التي تُرتكب في غزة، وإيصال رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الصمت لم يعد خيارًا.
وفي هذا السياق، صعّدت جماعة الحوثيين من موقفها، مهددةً بمزيد من الضربات على السفن الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر والعربي، ما لم يتم وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
إدانة دولية ودعوات أممية عاجلة لوقف الحرب
مع اتساع رقعة الاحتجاجات، أصدرت منظمة الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، بيانات عاجلة تدعو فيها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وحذرت من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
كما صرحت عدة حكومات أوروبية بأنها تدرس فرض عقوبات جديدة على إسرائيل، وضغوط دبلوماسية على واشنطن لتغيير موقفها.
نحو تصعيد أكبر؟
مع استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة، واستمرار الولايات المتحدة في دعم تل أبيب عسكريًا، تتزايد المخاوف من تصعيد أكبر قد يشمل المنطقة بأكملها. ويرى محللون أن هذه الموجة من الاحتجاجات قد تشكل نقطة تحول في الضغط الدولي على إسرائيل، وربما تجبرها على تغيير مسارها في الحرب.
في المقابل، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت هذه الاحتجاجات العالمية ستُترجم إلى قرارات سياسية حقيقية، أم أنها ستظل مجرد موجة غضب عابرة وسط تعنت القوى الكبرى في دعمها لإسرائيل.