في خطوة مفاجئة، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على منصة "تروث سوشيال"، يُظهر غارة جوية أمريكية استهدفت ما يُعتقد أنه تجمع لعناصر تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن.

وأرفق ترامب الفيديو بتعليق مقتضب قال فيه: "لن يقوم هؤلاء الحوثيون بشن أي هجوم آخر.. لن يغرقوا سفننا مرة أخرى."، في إشارة إلى الهجمات التي تشنها الجماعة على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويُظهر الفيديو، الذي التقطته طائرة مسيّرة أمريكية، مجموعة كبيرة من الأشخاص في منطقة مفتوحة، قبل أن تتساقط عليهم عدة صواريخ، ما أدى إلى انفجارات متتالية خلفت سحبًا كثيفة من الدخان والغبار. ولم يُحدد توقيت أو موقع الغارة، لكن توقيت النشر وتعليق ترامب يشيران إلى أنها تأتي في إطار الرد الأمريكي على الهجمات الحوثية المتزايدة في الممرات المائية الحيوية.

تصاعد التوترات في البحر الأحمر
وتأتي هذه الضربة في ظل تصاعد التوترات في البحر الأحمر، حيث كثّفت جماعة الحوثيين هجماتها على السفن التجارية والعسكرية، مشيرة إلى أنها تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إليها، في سياق تضامنها مع الفلسطينيين في غزة.

وقد أثرت هذه الهجمات على حركة التجارة العالمية، ما دفع العديد من شركات الشحن الدولية إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر، أو تغيير مساراتها، مما تسبب في اضطرابات اقتصادية كبيرة.

ردود فعل متباينة
إقدام رئيس أمريكي سابق على نشر فيديو عسكري بهذه الصراحة يُعد أمرًا غير تقليدي، وقد أثار ردود فعل واسعة النطاق.

المؤيدون رأوا أن نشر الفيديو يحمل رسالة ردع قوية ضد الحوثيين، ويؤكد عزم الولايات المتحدة على حماية مصالحها البحرية.

في المقابل، أعرب معارضون عن قلقهم من تصعيد إضافي في المنطقة، واحتمال توسع نطاق الصراع.

التدخل الأمريكي ومستقبل التصعيد
وتواصل الولايات المتحدة تنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين بالتعاون مع حلفائها الدوليين، في محاولة لضمان أمن الملاحة البحرية. ومع استمرار الهجمات الحوثية، تبرز تساؤلات حول مدى تصاعد التدخل العسكري الأمريكي، وما إذا كان هذا التصعيد سيؤدي إلى مواجهة أوسع نطاقًا في اليمن والمنطقة.