

صدر اعلان حوثي رسمي جديد، غير متوقع، بشأن الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد مرور عشر سنوات على تمكنه من مغادرة العاصمة صنعاء إلى عدن ومنها الى سلطنة عمان ثم المملكة العربية السعودية، يتضمن ما سمته "ذكريات توثيقية لقصة هروب عبد ربه منصور هادي الى السعودية" على لسان اقرب المقربين له.
جاء هذا في مقال مطول، كتبه رئيس جامعة عدن ومحافظ عدن الاسبق ابان وصول الرئيس هادي من صنعاء الى عدن، في فبراير 2015م، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الذي التحق بالرئيس الاسبق علي عفاش وتحالفه مع جماعة الحوثي وجرى تعيينه رئيسا لحكومة الانقلاب ثم عضوا بمجلسه الاعلى.
وقال حبتور: "أمضيتُ يومَ الأربعاء 25 مارس 2015م مُتنقِّلاً مع عددٍ من المُرافِقينَ بمعيَّتي بينَ عددٍ من المواقع الحُكوميَّة في مدينة عَدَن، بحُكمِ منصبي مُحافظاً لمُحافظة عَدَن يومَذاك، وكانَ برفقتي عددٌ من الأصدقاء المسؤولين الذين حضرُوا معي اجتماعاً مُهمَّاً في مبنى المقرّ الرَّئيسِ لمُحافظ مُحافظةِ عَدَن الواقع في الطّرفِ الجنُوبيّ لحيِّ المُعلا".
مضيفا: إن "الاجتماع ضمَّ عدداً من أعضاءِ مجلسِ النُّوَّاب مُمثلي مُديريَّات مدينةِ عَدَن، وأعضاءِ المجالسِ المحليَّة بالمُحافظة، ومُدراء الأمن العامّ (الشُّرطة) بالمُديريَّات، ومُدراء المُديريَّات، والعامِّين بالمُحافظة، استمرَّ الاجتماعُ لأزيدَ من ساعةٍ ونصفٍ، ونقاطُ محور الاجتماع، هي كيفيَّةُ الحفاظُ على أمنِ وسلامةِ المُواطنينَ في المدينة من عبثِ العابثينَ، والمُسلَّحينَ، والخارجينَ عن القانُون".
وتابع: "كلَّفتُ جميعَ المسؤولينَ التّنفيذيين، والقياداتِ على مُستوى الخدماتِ بالمُحافظة بمُختلفِ درجاتهم، وصلاحيَّاتهم، بأن يعملَ الجميعُ على خدمةِ المُواطنِ العَدَنيّ اليمنيِّ، ومنع إثارةِ الفوضى؛ كيلا تصلَ إلى هؤلاءِ المُواطنين". وأردف: "أتذكَّرُ أنَّ في تلك السَّاعاتِ الحرجةِ لحركةِ المُواطنين انتشارَ فوضى حركةِ السَّير (جيئةً وذهاباً)، وبَدْءَ أعمالِ النَّهب والسَّرقة، وبدءَ الهُرُوبِ الجماعي للمسؤولين".
زاعما أن ما سماه "الهروب الجماعي" شمل "جميعِ المسؤولين القياديين بمُختلفِ درجاتِهم، ومناصبِهم من مدينةِ عَدَن إلى مُحافظتي أبين، وشبوةَ، بَدْءاً من منصبِ وكيلِ مُحافظةٍ، ووزارةٍ، وضابطٍ عسكريٍّ ومدنيٍّ، مُرُوراً بالوزراء، وأعضاءِ مجلسَي النُّوَّاب والشُّوري، وقادةِ الوحدات العسكريَّةِ، والأمنيَّة، وصُولاً إلى هُرُوب عبدربّه منصُور هادي ذاتِه مع أصدقائه وحاشيتِه، وعائلتِه".
وقال: "كُنَّا في وداعِ هادي للمرَّةِ الأخيرة، ذهبتُ، وعدداً من الشَّخصياتِ السِّياسيَّةِ، والعسكريَّةِ؛ لزيارةِ مقرّ عبدربّه منصُور هادي في مسكنه الشَّخصيّ، والرَّسميّ في حيّ المعاشيق من ضاحيةِ كريتر؛ لزيارته والاطمئنان عليه، والاطلاعِ على آخرِ الأخبار لديه، وإلى أين سارتْ، وتسيرُ الأمُور، ولأنَّ هُنَاكَ تعقيداتٍ في المشهد فلن أتطرَّقَ إلى أسماء الشَّخصيَّاتِ التي رافقتني في هذه الزّيارة".
مضيفا: "ومُنذ ولوجنا بوَّابةَ مَجمْعِ مباني المعاشيق في كريتر لم نجدْ تلك الحراساتِ للقصرِ الجُمهُوريّ المُعتادةَ، ولم نُقابلْ سوى أعدادٍ مُحدُودةٍ من العسكر بعددِ أصابع اليد الواحدة، وسألتُ ذلك الضَّابطَ الذي اعتاد أَنْ يستقبلَنا بحرارةٍ كُلما زُرنا القصرَ، فقد وجدناه جالساً وحيداً مهزُوماً نفسيَّاً في البوَّابة الأولى بجانبِ نادي التِّلال الرّياضيّ، وكان يُرشدُنا إلى دُخُول المعاشيق بكلتا يديه".
وتابع عبدالعزيز بن حبتور قائلا: "واصلنا السَّيرَ بموكب سيَّاراتنا، وكانتْ قافلةً طويلةً نسبيَّاً؛ نظراً للشَّخصيَّات التي قرَّرتْ زيارةَ عبدربّه، وواصلنا الحركةَ، والسَّيرَ إلى البوَّابةِ الثانية، وهي في الجهةِ المُقابلةِ لقاعة فلسطينَ، وهُنا لم نجدْ أحدَاً من الحراسات بالمُطلق، وواصلنا السَّيرَ باتِّجاه طُلُوع العقبةِ المُؤدِّية إلى مباني الرئاسة في قمَّةِ جبلِ المعاشيق حتَّى وصلنا إلى المبني الذي يُقيمُ فيه".
زاعما: "وهُنا أيضاً لم نجدْ أيَّةَ حراساتٍ سوى ثلاثةَ عشرَ جُنديَّاً تقريباً، هُم من أقاربِه، وكي يطمئنَ قلبي سألتُ أحدَ حراساته المعرُوفين لديَّ، هل مازالَ عبدربّه منصُور موجُوداً بالمكان، أومأ لي بالإيجاب، وهُنا اطمأنَّ قلبي بأنَّه مازالَ موجُوداً. دخلتُ – مع بقيَّة الزُّملاء القادمينَ لزيارته– بهوَ المبنى الذي يُقيمُ فيه، واستقبلني الدُّكتُور مُحمَّد علي مارم الذي عُيّن حديثاً مُديراً لمكتبِ الرَّئيس".
ومضى قائلا: إن بين من استقبله "العميدُ ناصر الإسرائيليّ، مُديرُ مكتبِ اللواء ناصر منصُور هادي، وكيلِ جهاز الأمن السِّياسيِّ في عَدَن ولحج وأبين، وهو شقيقُ عبدربّه منصُور هادي، ولم نجدْ غيرَهُم في كلِّ أرجاء دار الرّئاسة (مباني المعاشيق كُلها)، أي لم يبقَ في هذا المبنى الرّئاسيّ سوى عبدربه منصُور، ومُدير مكتبه، ومُدير مكتب شقيقه، وابنه جلال عبدربّه منصُور، وثلاثةَ عشرَ جُنديَّاً وحارساً".
مضيفا: "مع أنَّ حراساتِ القصرِ الجُمهُوريّ قيلَ لي أنَّهم يتجاوزُون خمسةَ آلافِ جنديٍّ، وضابطٍ وقائدٍ، هذهِ من عجائب الأمُور في تأريخِ اليمن، وتفريعاته". ساردا اسماء من حضر معه من ابناء محافظة شبوة في تلك الزيارة التي وصفها بالاخيرة للرئيس هادي في قصر معاشيق الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، وأن بينهم مدير المنطقة العسكرية الجنوبية، ومدير امن عدن، ومدير الامن القومي، وغيرهم.
وتابع ساردا "ذكرياته التوثيقية"، قائلا: "انتظرْنا جميعاً في قاعةِ الاستقبال لدقائقَ إلى أَنْ حضرَ إلينا، يرافقُه ولدُه جلال عبدربّه، وأخذ مقعدَه على يميني، وكان في حَالَةِ يأسٍ، وإحباطٍ شديدينِ، لكن يتَّضحُ من حديثه أنَّه في حَالَةِ انفصالٍ عن الواقع، وكأنَّ ما يدُورُ في الشَّارع العَدَنيّ لا يُدركُ مآلاتِه، ولم يستوعبْ مُعطياتِه، ولا حتَّى نتائجه، وأنَّ أقصى ما يُفكِّرُ فيه، هو كيفيَّةُ هُرُوبه إلى الخارج، هو وشلّته، وأسرته".
ناقلا عن الرئيس هادي قوله: "خلاص خلاص، كُلُّ شَيْءٍ انتهى، والجماعةُ في أطراف مدينة عَدَن، ويقصدُ (جيشَ أنصار الله الحُوثيين، والحرس الجُمهُوريّ للجيش اليمنيّ)، وأردف بالقول: لقد أخذُوا، وأسرُوا الأخ / محمُود الصُّبيحي، وزيرَ الدّفاع، والأخ / ناصر منصُور هادي، وكيلَ الأمن السِّياسيّ عدن، والأخ فيصل رجب، قائداً عسكريَّاً، وعليه فإنَّ كُلَّ واحدٍ منكُم، يعُودُ إلى منزله، هكذا بكُلِّ وضُوحٍ، ودُونَ زيادةٍ، أو نُقصان".
وتابع: "لكنَّه أعطى في تلك اللحظات الضَّائعة بعض التّوجيهات العسكريَّة غير الدَّقيقة لقائد المنطقة العسكريَّة الجنُوبيَّة اللواء/ عبدربّه الطاهري المصعبي، وكأنَّه كان مُنفصلاً عن الواقع تماماً، أي أنَّه لا يعرفُ ماذا يدُورُ على أرض واقع عَدَن في تلك اللحظات، وقال لقائد المنطقة العسكرية الجنوبية: اصرفْ لمُحافظ عَدَن 2.000 قطعةِ سِلاح كلاشنكُوف صُنع رُوسيّ، ومليوني طلقة رصاص، أي مليوني طلقةٍ ناريَّةٍ".
مضيفا: "ردَّ عليه قائدُ المنطقة بكثيرٍ من الأدب، والانضباط بالقول: ولكنْ يا سيدي فخامةَ الرَّئيس جميعُ أبواب مُعسكر جبل حديد قد تمَّ اقتحامُها من قِبلِ الفوضويين، وعِصابات النَّهب، وبُدِئتْ السَّرقةُ لمُحتوياته من جميع أنواع الأسلحة، والذّخائر، وغيرها، نهبٌ من قِبلِ الجماعات المُسلّحة، والشَّعبيَّة غير المُنظّمة في عَدَن، كما أنَّهُم قد نهبُوا بقيَّةَ المُعسكرات الأخرى للجيش والأمن، وحتّى مكتب القصر الجُمهُوريّ المُسمَّى قصرَ 22 مايُو بالتَّواهي".
ومضى قائلا: "ردَّ عليه هادي بعباراتٍ قاسيةٍ، وصارمةٍ، وقال له: يا هذا نفّذ التّوجيهات دُونَ تلكُّؤٍ وبس". زاعما أن الاسلحة التي وجه هادي بصرفها له كمحافظ لعدن "هي تلك الأسلحةُ التي أرسلها الرَّئيسُ الروسي/ فلاديمير بُوتن، في سفينةٍ حربيَّةٍ من رُوسيا إلى اليمن قبلَ أشهرٍ، ووجَّه عبدربّه منصُور هادي بتحويل شُحنتها من ميناء الحُديدة إلى ميناء عَدَن، ووصلتْ في نهاية شهر يناير 2015م، وأنا حينها قد أصبحتُ مُحافظاً لمُحافظة عَدَن".
مستطردا: "وقمتُ أنا شخصيَّاً باستلامها رسميَّاً من سعادة السَّفير الرُّوسيّ في الجُمهُوريَّة اليمنيَّة، حتّى إنَّنا واجهنا مُعضلةً مُعقَّدةً في تفريغ شُحنة السَّفينة المُكوَّنة من 194 كونتينرز؛ خوفاً عليها، أو على أجزاءٍ منها منَ السَّطو المُسلّح من قبلِ العِصابات الارهابيَّة المُسلّحة، والتي انتشرتْ في تلك الأيَّام بالقُرب من مدينة عدن، وقد رسمنا خُطّةً عسكريَّةً مُحكمةً؛ للتَّفريغ، والإنزال في المساء لعددٍ من الليالي بعدَ اغلاق الطّرقات العامَّة المُؤدِّية إلى بوَّابة مُعسكر جبل حديد".
وتابع عبدالعزيز بن حبتور: "حتّى إننا نجحْنا في تأمين إنزالها، ووصُولها، وتفريغها في مُعسكر جبل حديد". معتبرا أن "هذه حكايةٌ مُهمَّةٌ وددتُ سردَها فيما يتَّصلُ بالأسلحة المُهدَاة من جُمهوريَّة رُوسيا الاتحاديَّة إلى الجُمهُوريَّة اليمنيَّة، ودوري الشَّخصيُّ استلامُها، وتخزينُها كما يجب". وزاعما أنه "وبعدَ الشَّدِّ، والجذب بينَ هادي، وقائد المنطقة الجنُوبيَّة، وفي هذه اللحظات الصَّعبة علينا جميعاً، فإنَّنا قد طلبنا الاستئذان بالمُغادرة، وأذن لنا هادي بالمُغادرة".
مضيفا: "وكُنَّا (أنا وزُملائي) على يقينٍ تامٍّ بأنَّه قد خطّط، هو والمُقرّبُون منه، وله من المُغادرة، إمَّا عبرَ طائرةٍ مروحيَّةٍ (هيليكُوبتر)، وإمَّا عبرَ سفينةٍ ترسُو بالقُرب من الشَّواطئ اليمنيَّة، وتحديداً شواطئَ مدينة عَدَن، هكذا كُنَّا نتوقَّعُ مُغادرتِه. اتّجه موكبُنا باتّجاه منزل اللواء / غازي أحمد علي مُحسن لحول، في الضَّواحي الشَّماليَّة لحي دار سعد/ عَدَن؛ لتناول وجبةِ الغِداء، والاستراحة بعدَ عناءِ يومٍ طويلٍ من الاجتماعات، واللقاءات، والمُتابعات، والمُشاحنات".
متحدثا عما سماه "النَّهبُ الجماعيُّ لمُحتويات قصر المعاشيق/ كريتر/ عَدَن، ولحظة هُرُوب هادي من عَدَن" بقوله: "وفورَ خُرُوجنا بطابُورٍ طويلٍ من سيَّاراتنا من بوَّابة منطقة مباني المعاشيق، وقد شاهد خُرُوجَنا عوامُّ، وعامَّةُ النَّاس في ضاحية كريتر، أعتقد المُواطنُون بأنَّ الرَّئيسَ قد غادر قصرَه في المعاشيق، وعليه اعتقدُوا أنَّ المكانَ قد خلا من مُرتاديه، وسُكَّانه، وعساكره، وهُنا انقضَّ المُواطنون – من مُعظم الأحياء السَّكنيَّة المُتاخِمة، والمُجاورة لنادي التّلال الرّياضيّ، وحي القطيع".
وتابع: "وهجمُوا مشياً على الأقدام، وتسلّقُوا زحفاً في طريق عقبة المعاشيق بأرتالٍ منَ المُواطنين قُدِّرتْ بالآلاف، وانقضُّوا على الفلل، والشّقق السَّكنيَّة، والمكاتب الرئاسيَّة، والاستراحات الخاصَّة بالرئاسة، وهجمُوا على كُلِّ مُحتوياتها من أثاثٍ، وتجهيزاتٍ، ومُعدَّاتٍ مكتبيَّةٍ، وغيره، والعجيب في الأمر بأنَّ البُسطاءَ ينهبُون الأثاثَ البسيطَ الرَّخيصَ، بينَما عددٌ من الأشخاص المُتنفّذينَ قد نهبُوا مُستودعاتِ الأسلحة، والذّخائر، والأوراقَ الخضراءَ، والزَّرقاءَ غاليةَ الثّمن، والسِّعر، والقيمة".
مضيفا: "وفي لحظات الاقتحام، والتّكسير، والتَّحطيم، والنّهب، مازال عبدربّه منصُور هادي، يقبعُ في غُرفة نومه، ويسترخي في استراحته الوثيرة المُطلّة على البحر العربيّ، بآفاقه اللامُتناهية النَّظر على المُحيط الهنديّ في القصر الرّئاسيّ، يُشاهدُ بأمِّ عينيه، المُواطنين من ضاحية كريتر، وهُم ينهبُون أمامَ ناظريه مُحتويات دار الرّئاسة في المعاشيق بضاحية كريتر العدنيَّة. لكنَّ هادي قرَّر السَّفرَ إلى الخارج عبرَ الطّريق البريّ إلى سلطنة عُمان، واضطّر لطلب العون العسكريّ والحمائي".
وأردف: "من قائد المنطقة الجنُوبيَّة، اللواء/ عبدربّه الطّاهري المصعبي البيحاني، والعميد/ فرج بن حُسين العتيقي العولقي مع مُرافقيهم من الجُنُود، علماً بأنَّ القائدينِ العسكريينِ بعدَ أن غادرْنا، وإيَّاهُم معاً دار المعاشيق، هُم كذلك قرَّرُوا المُغادرةَ إلى مُحافظتهم شبوةَ، وفي مُنتصف الطّريق اتَّصل بهمُ هادي، وطلب منهم العودةَ لمُرافقته، وحمايته أثناءَ السَّفر إلى سلطنة عُمان عبرَ مُحافظات أبين، وشبوةَ، وحضرمُوت، والمهرة، وصُولاً إلى حُدُود السَّلطنة العُمانيَّة".
مستطردا: "ومن هُناك – كما يعرفُ الجميعُ وصل باليوم الثّاني – وكان في استقباله؛ لأخذه إلى الرّياض الأميرُ / مُحمَّد بن سلمان، ابنُ ملك مملكة العُدوان السُّعُوديّ على الجُمهُوريَّة اليمنيَّة. ومازال أرشيفُ القنوات الفضائيَّة العربيَّة، والأجنبيَّة يحتفظُ بمقولة عبدربّه منصُور هادي، حينَما سُئل عن عُدوان عاصفة الحزم السُّعُوديَّة الخليجيَّة المُوجَّهة ضدَّ اليمن، قال: لا أعرف، لقد كُنَّا نسيرُ طيلة الليل، ولم نسمعْ بأخبار الحرب مُطلقاً، ولم نعرف بها سوى بعدَ وصولنا إلى عُمان".
واعتبر حبتور "هذا التَّصريحُ التّأريخيُّ المُوثّقُ بالصَّوت، والصُّورة يُعدُّ بمثابة وثيقةٍ تأريخيَّةٍ قاطعةٍ تُدينُ العُدوانَ السُّعُوديَّ، والإماراتيّ، والخليجي على اليمن، تُدينُهُم إدانةً دامغةً لا لبسَ فيها". زاعما أنه "ومن وحي المُعايشة المُباشِرة، والشَّهادة للتّأريخ فإنَّ جميعَ المسؤولين اليمنيين القياديين الذين كانتْ تمتلِئُ بهم فنادقُ، ولوكندات أحياء، وضواحي عَدَن، والشُّقق، والفلل المفرُوشة في مدينة عَدَن، وضواحيها قد هربُوا برَّاً، وبحراً، وجوَّاً، وتركُوا المدينةَ، وأهلَها البُسطاءَ لمصيرهمُ المجهُول".
مضيفا: تركوهم "مع أهوال أيَّة مُواجهةٍ، ذهبُوا إلى دُول الجِوار لينعمُوا بدفْ العيش، والسُّكنى في فنادق، ومُنتجعات الرّياض، وأبوظبي، والدَّوحة، وحتّى المنامة. هُنا يتبادرُ السُّؤالُ المركزيُّ الآتي، ماذا يُمثلُ الوطنُ، وشرفُ حمايته، والدّفاع عن قيمه الأخلاقيَّة، والدّينيَّة بالنّسبة لهؤلاءِ المسؤولين اليمنيين الذين هربُوا، ولجأوا إلى الرّياض؟، ومن هُناك يجتمعُون؛ ليُصادقُوا، ويبصمُوا على الاعتداء على وطنهمُ اليمن!!!". سردا اجابات تكيل لجميع هؤلاء المسؤولين بالخيانة للوطن.
وتابع: "هل يُمثلُ الوطنُ لهؤلاءِ المسؤولين الحزبيين، والقياديين من أصحاب (الفخامة، والمعالي، والسَّعادة و و و و و ) سوى أنَّها قطعةُ أرضٍ جافّةٌ يبني عليها مسكنَه الشَّخصيَّ، ولا يعنيه الوطنُ بشيء سوى أن يأويه فحسب، ولا يمثلُ له أيَّةَ قيمةٍ من حيثُ شرفِ المكان، وعظمة، وطهارة الأوطان، وقُدسيَّة التّراب اليمنيّ الذي انتمى، وترعرع على ترابه الطّهُور، واستنشق عبيرَ هوائه النّقي العليل، هكذا هو ترابُ الوطن الذي يجبُ الدّفاعُ عنه، وبذلُ الرُّوح والجسد، لحمايته من أيّ اعتداءٍ".
مردفا: "إنَّ الإنسانَ الذي يهربُ من الأرض، والوطن الذي ينتمي إليه؛ تجنُّباً لبطش الغازي أيَّاً كان، هو أشبهُ بالإنسان الذي يسمحُ طواعيةً بدُخُول رجُلٍ غريبٍ منزله الخاصّ، يرتعُ، وينامُ، ويستمتعُ بوقته مع أقرب المُقربين من أسرته، وأهله، هكذا هو التَّشبيهُ الأقربُ للمسؤول الذي هرب في وقتِ الشّدَّة من مدينته، وقريته، ووطنه، والأدهى، والأمرُّ من ذلك أن يضعَ يدَه في يد العدوّ المُعتدِي على وطنه الأم، وهُنا تبدأ خيانةُ شرف الوطن، وتُرابه الطّاهر". حسب تعبيره.
وانتقل عبدالعزيز بن حبتور، الذي جرى تعيينه مؤخرا عضوا في ما يسمى "المجلس السياسي الاعلى" لسلطات جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي جناح علي عفاش، الى سرد معلوماته وتحليله للتدخل العسكري السعودي الاماراتي في اليمن، واهدافه، وأنها تتجاوز ما اعلنته "دعم الشرعية في اليمن"، الى مخططات واجندات، قال انها سرعان ما تجلت على ارض الواقع في عدن والمحافظات الجنوبية، علاوة على شمولية القصف الجوي للبنية التحتية في اليمن بما فيها المواقع الاثرية.
يشار إلى السعودية اعلنت على لسان سفيرها في واشنطن تشكيل "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" وبدء عملياته العسكرية منتصف ليل 26 مارس 2015م، والذي لم ينجح في اعادة الرئيس والحكومة الشرعية الى اليمن وصنعاء، وعلى العكس دعم مليشيات انقلابية جديدة على الشرعية، جنوب وغرب اليمن، وصولا الى اسقاط الرئيس الشرعي، عبدربه منصور هادي واستبادله بمجلس قيادة رئاسي يضم قادة مليشيات السعودية والرياض المتمردة على الشرعية، في جنوب اليمن وغربه.