الرئيسية - تقارير - هل نجح التحالف العربي في الحرب ضد الإرهاب والمليشيات في الجنوب ؟ (تقرير)
هل نجح التحالف العربي في الحرب ضد الإرهاب والمليشيات في الجنوب ؟ (تقرير)
الساعة 10:10 مساءً
اقراء ايضاً :
�لسادس والعشرون من مارس 2015 تاريخ ذهبي لن ينسى ابدا بل سيتذكره الأجيال جيلا بعد جيل. في الساعات الأولى من فجر السادس والعشرين من مارس أعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تدخل المملكة العربية السعودية لردع المتمردين الحوثيين وضرب قواتهم عقب تقدمهم صوب العاصمة الجنوبية عدن. نفذت الطائرات السعودية غارات مكثفة على مواقع للقوات الموالية للمتمردين الحوثيين في حادثة فاجأت الجميع وأولهم أنصار المليشيات المدعومة من إيران. عقب ذلك بساعات أعلنت دولا عربية وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة تنفيذ غارات على مواقع مليشيات الحوثي فيما اعلن لاحقا عن إنشاء التحالف العربي لردع الانقلابيين الحوثيين بزعامة المملكة العربية السعودية. كان ذلك الحدث الأبرز على الساحة والذي جاء كرد فعل على ما فعلته المليشيات الحوثية كما أنه دعما للمقاومة الجنوبية التي قاومت المليشيات وتصدت لجحافلها في كل مدن وقرى الجنوب وأبرزها العاصمة عدن. ومنذ ذلك الحين نشأت علاقة تحالف بين الجنوبيين والاشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. تحالف نتج تحرير العاصمة عدن في شهر يوليو من العام 2015 ثم الانتقال إلى تحرير المحافظات الجنوبية الأخرى في الأشهر التالية. تطورت العلاقة بين الجنوبيين والاشقاء العرب عقب التحرير خصوصا مع تبوء رموز جنوبية لمناصب هامة وتصدرهم لمشهد قتال التنظيمات الإرهابية التي ظهرت آنذاك ولعل أهم تلك القيادات اللواء عيدروس الزبيدي والقائد شلال علي شائع. الحرب ضد الإرهاب والمليشيات حارب الجنوبيون التنظيمات الإرهابية وبدعم لا محدود من الأشقاء العرب وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة حتى باتوا اليوم يبسطون كامل سيطرتهم على أراضيهم. لم يقف الجنوبيون عند ذلك الحد بل بادلوا الأشقاء العرب الوفاء بالوفاء وذهبوا لقتال مليشيات الحوثي في المحافظات الشمالية. وصل الجنوبيون إلى صعدة والحديدة بعد ان تمكنوا وبدعم من التحالف العربي من تحرير أراضي شاسعة من المحافظات الشمالية. في المقابل دعم التحالف العربي وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة الأمن في المحافظات الجنوبية وأُنشئت الحزام الأمني والنخب الحضرمية والشبوانية لتكون يد تلاحق التنظيمات الإرهابية في كل مناطق الجنوب. رعت دولة الإمارات الحزام والنخبة وأولتها الدعم الكامل ووفرت لها العدة والعتاد والسلاح النوعي كما وفرت المرتبات والتغذي والتموين الكامل. بدأ الداعمون للتنظيمات الارهابية في شن هجمات إعلامية ممنهجة لشق الصف بين الجنوبيين والاشقاء العرب تحت أعذار واهية وضعيفة تنم عن توجعهم من الضربات الساحقة للقوات الأمنية الجنوبية وفي مقدمتها الحزام الأمني والنخب. هجمة تلو الهجمة شنها الناقمون من النجاحات الأمنية للقوات الجنوبية حتى باتت قنواتهم وصحفهم ومواقع الإخبارية تنشر التلفيقات والأخبار المزيفة لشق ترابط الأجهزة الامنية الجنوبية والتشهير بقياداتها الأبطال. كل ذلك لم يثبط عزيمة أبطال الجنوب الذين خرجوا لتلقي المفخخات وشكلوا دروعا لحماية أرضهم من الهجمات الإرهابية، لتصبح اليوم المدن الجنوب منطلق للسلام وأرض الأستقرار. علاقة التحالف والجنوبيين قائمة على الشراكة من جانبه قال الأستاذ سالم ثابت العولقي أن "علاقتنا شراكة لا تبعية.. ومستقبل الجنوب يحدده شعبه الحر، وبالنظر إلى متغيرات ما بعد 2015، فالجنوب اليوم أقوى في المعادلة السياسية مما كان، ونعتبر مواقف الدول، ولا سيما دول الخليج، مهمة لدعم مستقبل الجنوب، فما يجمعنا بهم وحدة المصير المشترك، وقد عبر شعبنا على الأرض والواقع عن موقفه الرافض لزعزعة أمن المنطقة ومستقبلها، ولن يكون مستقبل الجنوب إلا في سياق تعزيز الأمن والاستقرار، ومن هنا يأتي انسجام المواقف بيننا في الجنوب والأشقاء في دول الخليج، وخارطة طريقنا واضحة ولا تؤدي إلا إلى بناء دولة ديمقراطية مستقلة". أستاذ العلوم السياسية بجامعة عدن، صدام عبدالله، على صفحته في “تويتر”: “علاقة الجنوب وأبنائه بدول التحالف العربي علاقة متينة إسلامية قومية عربية نفتخر بها ونحرص على الحفاظ عليها وهي علاقة ثابتة ومستمرة مهما حاولت بعض الأطراف الحاقدة على شعب الجنوب الانتقاص أو الطعن فيها”. بدوره، يرى القيادي في الحراك الجنوبي المحامي يحيى غالب الشعيبي في تغريدة أن “شراكة المجلس الانتقالي بدول التحالف العربي تنطلق من إعلان عدن التاريخي الذي حدد بوضوح أسس تلك الشراكة الممهورة بدم الرجال ..شراكة الانتقالي والتحالف استراتيجية ومحورية ومصيرية تتطلبها مقتضيات المرحلة وأمن واستقرار المنطقة”. ويقول عضو هيئة الرئاسة في المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد بامعلم في تغريدة على “تويتر”: “علاقتنا الاستراتيجية مع دول التحالف العربي وشراكتنا معهم في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لا تعفينا من القيام بواجبنا القومي في الوقوف مع إخواننا في دول التحالف لمواجهة أي تهديد تتعرض له المنطقة من المليشيات الحوثية المدعومة من إيران”. من جانبه يرى الناشط السياسي وعضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، الشيخ جمال بن عطاف، على صفحته في “تويتر” أن “الانتقالي شريك التحالف في السلم والحرب، وقد اختلط الدم الجنوبي مع الخليجي؛ وسجل الجنوبيون أنهم الأصدق والأوفى للمشروع القومي العربي، ونحن وإياهم شركاء لا أتباع في بقعة جغرافية مهمة فرطنا فيها عقودًا، ولا مجال لنا ولا لهم إلا حمايتها؛ ولن يتم ذلك الا باستعادة الدولة الجنوبية”. ويقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد الربيزي في “تويتر” إن “الانتصارات التي تحققت للتحالف العربي في عاصفة الحزم كانت نتاج هذه الشراكة الفعلية بين التحالف العربي والقوى الجنوبية على الأرض، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي الشريك الأقوى والأهم للتحالف”. ويضيف: “المجلس الانتقالي الجنوبي هذا الكيان الذي تأسس من الحراك الجنوبي ومن جماعات سلفية وطنية ومن قوى وطنية جنوبية كانت وما زالت تقاوم المد الفارسي والغزو الثاني للجنوب لاشك أنها شريكة فعالة للتحالف العربي الذي مكنها من اقتناء أحدث الأسلحة ووفر لها الغطاء الجوي”. كما ترى عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي عائشة طالب في تغريدة على “تويتر” أن “المجلس الانتقالي أهم شريك حقيقي للتحالف من منطلق المصالح المشتركة “. نحو تحقيق السلام يؤكد قيادات الجنوب ان علاقة الشراكة مع التحالف العربي ستستمر طالما الحرب ضد مليشيات الحوثي قائمة مشيرين الى أن تلك العلامة مستمرة الى أن يتحقق السلام في المنطقة من بوابة دحر المليشيات الانقلابية المدعومة من ايران وحق تقرير المصير للجنوبيين. لذلك فأن العلاقة الثابتة والمتبادلة بين التحالف والجنوبيين ستكون العامل الضامن لاستقرار المنطقة ككل رغم محاولات التنظيمات الإرهابية شق صفها عبر الإشاعات.