

صدر حكم صارم ومستعجل، في قضية نهب وخطف وتعذيب وقتل، الشاب اليمني عبدالملك السنباني، في طور الباحة بمحافظة لحج، وهو في طريقه إلى العاصمة صنعاء، لزيارة أسرته بعد غيابه عنها في الغربة بأمريكا لأكثر من 7 سنوات.
وأصدر الحكم العرفي الصارم والمستعجل، مجلس القضاء العرفي القبلي اليمني، برئاسة رئيس المجلس، الشيخ محمد بن علي صياد. معتبرا للجريمة عيبا اثلما، مساقة “محدوش المحدش – حشم ودسم” وهو مساق 120 ديه حشم العيب. وفق العرف القبلي.
وقضى حكم مجلس القضاء القبلي اليمني المعروف باسم “المراغة” بـ “دفع اجمالي مبلغ 660,000,000 ستمائة وستين مليون ريال و 120 ثور مع إغلاقها المسنون دسم العيب وقطع روس القتلة توفية للـ 120 “غوالي”، مالم يعفي اولياء الدم في صافي دم القتيل.
كما قضى الحكم القبلي ايضا “إضافة إلى مساق فلوسه واداته المنهوبة (المجني عليه) بـ 121 ضعف استنادا الى : الفقرات { 148-144 } من وثيقـة القـواعـد المرجعية العرفية الموروثة الموحدة الغصـّابة لكافة القبل اليمنية (بكيلي وحاشدي ومذحجي وقضاعي وهميسعي)”.
واستنكر رئيس مجلس القضاء والعرف القبلي، جريمة مقتل “السنباني”. مؤكدا أن “هذا الفعل لا يمت لاخلاق وشيم القبيلة والدين والشرع والعرف بصلة. داعيا جميع قبائل اليمن لإدانة وشجب هذه التصرفات الإجرامية التي تهدد حياة المسافرين وعابري السبيل”.
و”المراغة” مصطلح شعبي يمني يعني المرجعية العرفية العليا لكافة القبائل اليمنية، يضاف له الجانب التشريعي بجانب دوره القضائي، ومهمة أحكام النشد مهمة منحصرة بالمراغة المرجعية العليا، أما سائر المرايغ فتخصصهم منحصر بما يأتي إليهم من احكام للمنهى لا علاقة لهم بمهمة أحكام النشد أو المهام المتعلقة بالتشريع العرفي القبلي.
كما أن مصطلح “محدوش المحدش” يعني في العُرف القبلي اليمني، تغليظ وتضعيف العقوبة إلى إحدى عشر مرة ومن ثم إلى 121 مرة. بينما “غوالي” مصطلح في العرف القبلي يقصد به مقدار تُحدد به العقوبة، وسُمي كذلك لأرتفاع قيمته، ويدل على تضعيف العقوبة.
أما “العيب الاثلم” فيقصد به القتل الخايب, وهو احدى علق العيوب المتحركة الاربع التي تغلى بوجود الدروع والغوالي وينخفض بوجود الخافضات والمبطلات، وهو أكبر العيوب المتحركة والذي يتفرع منه مايسمى “العيب الاسود” في ظل وجود الغوالي ودروع العيب الذي ترفعه وتغليه.
وعبدالملك انور أحمد السنباني، شاب مغترب، يحمل الجنسية الامريكية بجانب جنسيته اليمنية، وكان عائدا للقاء اسرته (امه ووالده واخواته) بعد أكثر من 7 سنوات اغتراب، ووصل الى مطار عدن لاستمرار اغلاق التحالف مطار صنعاء وفرض حظر جوي عليه منذ اغسطس 2016م.
وتعرض الشباب “عبدالملك السنباني” البالغ من العمر 25 عامًا، للاختطاف من مسلحي المجلس الإنتقالي المدعوم من الإمارات في منطقة طور الباحة بمحافظة لحج، بعد وصوله إلى عدن واستئجاره سيارة اجرة للسفر برا إلى أهله في العاصمة صنعاء.
وأقدمت عناصر الانتقالي بنهب ما بحوزته من أموال وهدايا، ثم اختطفته وقاكت بتصفيته جسديا، بعد تعذيبه بطريقة وحشية، مدعية بعد ذلك أنه "قيادي حوثي".
يذكر أن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، ما زال يرفض تسليم المتهمين ، بنهب وتعذيب وقتل الشاب عبدالملك السنباني، حتى اللحظة، رغم مرور نحو أسبوعين من ارتكاب الجريمة.