في خطوة مثيرة للجدل، دعا شوقي القاضي، أحد الوجوه البارزة في حزب الإصلاح التابع للإخوان المسلمين في اليمن، قائد ميليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي إلى التفاهم والتعاون، في الوقت الذي تشهد فيه المناطق الجنوبية لليمن صراعًا سياسيًا بين القوى الموالية للتحالف.

وجاءت دعوة القاضي لتزيد من تعقيد الأوضاع في الساحة اليمنية، حيث تسعى الشرعية (التي تضم مكونات موالية للتحالف) إلى التنافس على المناصب وتوزيع الغنائم، في وقت تعيش فيه المناطق المحررة في الجنوب أزمة إنسانية خانقة، فيما تزداد الصراعات بين القوى المتنافسة على السلطة.

القاضي برر دعوته بالقول إن الشرعية أصبحت "منشغلة بالمحاصصة السياسية والمكايدات الداخلية"، مشيرًا إلى أنها تتبنى أجندات خارجية لخدمة مصالح مموليها، بدلاً من خدمة الشعب اليمني الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة.

في الوقت نفسه، لا تزال حكومة هادي والقوى المتحالفة معها تتصارع على رئاسة المجلس الرئاسي، في مشهد يعكس هشاشة الوضع السياسي في المناطق المحررة، بينما لا تزال مأساة المواطنين تتفاقم بسبب تفشي الفقر والمجاعة وغياب الأمن.

وبينما يواصل الإصلاح سعيه الحثيث للتمسك بالسلطة السياسية، يظل المواطن اليمني هو الضحية الحقيقية لهذه الصراعات المستمرة، التي لم تعر اهتمامًا لحالته الإنسانية في ظل التوترات والمكاسب السياسية الضيقة.