في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للتغطية على الضربة التي تلقاها الحوثيون مؤخرًا، بعث مهدي المشاط، الذي يتقلد منصب "رئيس المجلس السياسي الأعلى" التابع للجماعة، برقية عزاء في وفاة الشيخ ردمان علي مسعود، أحد وجهاء قبائل ذويب في مديرية حيدان بمحافظة صعدة.

وجاءت البرقية التي وجهها المشاط إلى أسرة الفقيد، محاولة لتأكيد صلة الجماعة ببعض الشخصيات القبلية في صعدة، بعد الضربة النوعية التي أعلنت عنها إسرائيل، والمتمثلة في اغتيال رئيس هيئة أركان ميليشيا الحوثي في غارة دقيقة الأسبوع الماضي، ما شكّل ضربة موجعة للميليشيات على المستويين العسكري والمعنوي.

الشيخ ردمان، الذي وافته المنية بعد حياة اجتماعية قضاها في إصلاح ذات البين والعمل القبلي، لم يكن له حضور سياسي أو عسكري بارز، إلا أن الجماعة سعت إلى تضخيم خبر وفاته، على ما يبدو لصرف الأنظار عن خسائرها في الجبهة العسكرية.

ويُنظر إلى رسالة المشاط بوصفها محاولة يائسة للحفاظ على تماسك الحاضنة القبلية للجماعة، في وقت تتوالى فيه الخسائر الميدانية والانشقاقات الداخلية، وسط تصاعد الاستهدافات الدقيقة التي تطال قيادات الصف الأول للحوثيين.