كشف الصحفي أحمد الشلفي في منشور له عبر صفحته على فيسبوك، تفاصيل حصرية نقلاً عن وكالة رويترز حول كواليس الهدنة المفاجئة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين. ووفقًا لما أوردته رويترز على لسان أربعة مسؤولين أمريكيين، فإن أجهزة الاستخبارات الأمريكية رصدت مؤخرا مؤشرات قوية على أن الحوثيين بدأوا يبحثون عن "مخرج" بعد أسابيع من القصف الأمريكي المركز.
وبحسب المسؤولين، فقد "بدأ قادة الحوثيين بالتواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال أول عطلة نهاية أسبوع من شهر مايو"، في خطوة فسرتها واشنطن على أنها بوادر استعداد للتهدئة. أحد هؤلاء المسؤولين قال في تصريح لوكالة رويترز: "بدأنا نتلقى معلومات مخابراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك".
وتشير المعلومات إلى أن وزير الدفاع الأمريكي عقد اجتماعات عاجلة بالبيت الأبيض فور تلقي تلك التقارير، بينما تولى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، قيادة مفاوضات غير مباشرة مع الحوثيين عبر وسطاء عمانيين، انتهت باتفاق إطاري خلال يومين فقط.
المصادر أفادت بأن إيران كانت طرفاً مؤثراً في دفع الحوثيين نحو قبول التفاوض، ضمن مساعيها الجارية لتخفيف العقوبات الأمريكية بالتوازي مع محادثاتها النووية مع واشنطن.
اللافت أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب سارعت بإعلان ما وصفته ب"الانتصار" عشية زيارته للشرق الأوسط، رغم أن إسرائيل - الحليف الأقرب لواشنطن - لم تُبلّغ مسبقًا بالاتفاق.
من جانبه، قال محمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين، إن التواصل كان فقط عبر سلطنة عُمان، مؤكدًا أن هجمات الحوثيين كانت دفاعية، وأنهم "سيتوقفون إذا توقفت الولايات المتحدة عن عدوانها".
ويبدو أن هذا الاتفاق المفاجئ جاء بعد إدراك متبادل لتكلفة استمرار المواجهة: الحوثيون تحت الضغط العسكري والاقتصادي، والولايات المتحدة تستهلك ذخائر وتتكبد خسائر في الطائرات والمعدات.