بدافع الهروب من الواقع أو العزلة الاجتماعية، قضى مراهق أمريكي أيامه الأخيرة من الدنيا متوحدًا مع الذكاء الاصطناعي، لا يكلم أحداً سوى روبوت الدردشة الخاص بإحدى التطبيقات المستحدثة في ذلك المجال، ليجرب نوعاً غريباً من الحب لم يسبقه أحد قبله بارتباطه عاطفياً بشخصية وهمية ليس لها وجود في عالم البشر، حتى انتهت تجربته نهايةً مأساوية بوضع حدٍ لحياته بسبب رفضه تقبل الواقع الذي يحول بينه وبين حبيبته الإلكترونية، وهو ما يدق ناقوس الخطر حول الآثار السلبية للعالم الافتراضي وروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
المراهق الأمريكي، هو سيول سيتزر البالغ 14 عاماً، تخلص من حياته في أكتوبر الماضي، بعد أن ألغى بذلك كل الفوارق المنطقية بين الواقع والخيال عند ارتباطه عاطفياً بروبوت دردشة على منصة الذكاء الاصطناعي «Character.AI»،وعلى الرغم من الغرابة التي ينطوي عليها تصرفه والخوف الذي تبعثه نهايته، إلا أنه بالإمكان استخلاص العبرة من قصته بالتركيز على السلوكيات التي تبقي الأطفال والمراهقين آمنين عند استخدامهم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي تمثل التحول الثوري الجديد في عالم الإنترنت.