الرئيسية - اخبار الوطن - جسد عروس تضرجه الدماء.. "حياة" فجر قناص حوثي رأسها فسقطت باب منزلها كما تهوي النجمة من السماء
جسد عروس تضرجه الدماء.. "حياة" فجر قناص حوثي رأسها فسقطت باب منزلها كما تهوي النجمة من السماء
الساعة 10:24 صباحاً
لنجمة حين تهوي من السماء، سقطت الطفلة "حياة" ذات الأربعة عشر ربيعًا على الأرض، لكن الأخيرة كانت مضرجة بالدماء، بعد أن فجر قناص من مليشيا الحوثي رأسها الصغير ببندقيته التي قتلت المئات من أطفال محافظة الحديدة، غربي اليمن، طوال الأربع سنوات الماضية منذ انقلاب 2014. بالكاد مدت حياة علي حسين قدمها (الثلاثاء 22 يناير)، إلى خارج منزل والدها المتواضع في منطقة الجاح التابع لمديرية بيت الفقيه، لممارسة ألعاب الطفولة مع قريناتها من بنات الحي، فإذا بها تخر صريعة، فلم تكن تعلم أن ثمة قاتل متسلل قد أخذ موقعه في مكان غير بعيد عن الحي، وأخذ ينتظر ضحيته كمفترس جائع يتربص بضحيته، بفارق أن الوحش يختار فريسته بعناية أما القاتل الحوثي فكل كائن حي بالنسبة له هدف مشروع حتى لو كان طفلًا بريئًا كما هو الحال مع حياة. سُحبت الطفلة المضرجة بالدماء إلى خلف المنزل الصغير، ليحتمي مسعفوها من القناص الكامن لهم، وانطلقوا بها إلى مستشفى الدريهمي الميداني، لكن الموت كان أسرع منهم، فقد كانت الطلقة قاتلة، ومعها فشلت محاولات ومهارات وخبرات أطباء المستشفى الذين اعتادوا على استقبال حالات مشابهة بصورة يومية، في إبقاء حياة على قيد الحياة. حياة التي ما كادت تطأ قدمها أرض الشارع يوم الثلاثاء حتى باغتها الموت على يد قاتل متوحش دربته عناصر من حزب الله والباسيج الإيرانية ومثله المئات ليكونوا آلات قتل بلا وازع أو ضمير، فكيف تستقيم الحياة لحياة وأطفال اليمن والموت يتتبعهم إلى كل شبر، وتغتالهم الأيدي الاثمة حتى في منازلهم. ليست "حياة" وحدها من اختطف الحوثيون روحها الصغيرة، ففي ذات اليوم (الثلاثاء 22 يناير)، كانت ضحية أخرى تتجهز ليوم زفافها لكن أحد قناصي المليشيا الحوثية أنهى حياتها، برصاصة محكمة التصويب اخترقت جسدها الأسمر فتفجر دماء بدلاً من أن يتضوع طيبًا من بتلات الفل التهامي، يوم عرسها الذي كان على الأبواب. يقول سكان الحي الذي تسكنه الفتاة حنان عبدالله حسين (18 عامًا) بمديرية التحيتا التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية إنها لقيت مصرعها برصاص قناص مليشيا الحوثي عندما كانت بجوار منزلها. وكما هو الحال مع الطفلة حياة، حاول المواطنون إسعاف "حنان" إلى المستشفى ولكنها وصلت وقد فارقت الحياة بسبب خطورة إصابتها، وهي التي كانت تستعد بشغف الشباب لزفافها الذي كان من المقرر إقامته بعد أسبوع من ذات اليوم قبل أن تباغتها رصاص القناص الحوثي. هذه الجرائم ومثلها العشرات أقدمت عليها مليشيا الحوثي الانقلابية بعد الإعلان عن اتفاق السويد، بل إن المليشيا كثفت من عمليات الاستهداف وقتل المواطنين الأبرياء من النساء والأطفال في منازلهم وفي مزارعهم بشكل مخيف، ولم تتوقف على الرغم من مرور أكثر من شهر على بدء سريان الهدنة الأممية في 18 ديسمبر 2018. وتشير آخر إحصائية، أعلنتها وزارة حقوق الإنسان في الحكومة، مساء الأحد إلى أن إجمالي الخروقات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية في الحديدة منذ إعلان بدء وقف إطلاق النار ١٨ ديسمبر ٢٠١٨م حتى ٢٥ يناير ٢٠١٩م بلغت ٧٤٥ خرقًا، أدت لضحايا وخسائر جسيمة تمثلت في ٥١ شهيدًا و٣٧٠جريحًا، ودمار في الممتلكات الخاصة والعامة. القصة حصرية لـ"يمن الغد"